الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } * { فَكُلِي وَٱشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ أَحَداً فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } * { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُواْ يٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } * { يٰأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } * { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً } * { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } * { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ وَٱلزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً } * { وَبَرّاً بِوَٰلِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً } * { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } * { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ ٱلْحَقِّ ٱلَّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ } * { مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } * { وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

{ وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ } خذي إليك { بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ } بأصل النخلة فحركيها { تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً } غضاً طرياً { فَكُلِي } من الرطب { وَٱشْرَبِي } من النهر { وَقَرِّي عَيْناً } طيبي نفساً بولادة عيسى عليه السلام { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلبَشَرِ } من الآدميين { أَحَداً } بعد هذا اليوم { فَقُولِيۤ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْماً } صمتاً { فَلَنْ أُكَلِّمَ ٱلْيَوْمَ إِنسِيّاً } آدمياً ثم اسكتي بعد ذلك حتى يتكلم بعذرك عيسى { فَأَتَتْ بِهِ } بعيسى { قَوْمَهَا } إلى قومها { تَحْمِلُهُ } وهو ابن أربعين يوماً { قَالُواْ يَٰمَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً } منكراً عظيماً { يَٰأُخْتَ هَارُونَ } يا شبيهة هارون في العبادة وكان هارون رجلاً صالحاً من أمثل الناس ويقال كان هارون رجل سوء فضربوها به ويقال كان هارون أخاها من أبيها { مَا كَانَ أَبُوكِ ٱمْرَأَ سَوْءٍ } رجلاً زانياً { وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً } فاجرة { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } إلى عيسى عليه السلام أن كلموه { قَالُواْ } لها { كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ } في الحجر ويقال في السرير { صَبِيّاً } صغيراً ابن أربعين يوماً فتكلم عيسى عليه السلام { قَالَ إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ } علمني التوراة والإنجيل في بطن أمي { وَجَعَلَنِي نَبِيّاً } بعد الخروج من بطن أمي { وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً } معلماً للخير { أَيْنَ مَا كُنتُ } حيثما كنت وأقمت { وَأَوْصَانِي بِٱلصَّلاَةِ } بإتمام الصلاة { وَٱلزَّكَاةِ } الصدقة { مَا دُمْتُ حَيّاً } ما حييت { وَبَرّاً بِوَالِدَتِي } لطيفاً بوالدتي { وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً } في ديني قتالاً في الغضب { شَقِيّاً } عاصياً لربي { وَٱلسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ } السلامة علي حين ولدت من لمزة الشيطان { وَيَوْمَ أَمُوتُ } حين أموت من ضغطة القبر { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } حين أبعث من القبر حياً { ذٰلِكَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } خبر عيسى ابن مريم { قَوْلَ ٱلْحَقِّ } خبر الحق { ٱلَّذِي فِيهِ } في عيسى { يَمْتُرُونَ } يشكون يعني النصارى وقال بعضهم هو الله وقال بعضهم هو ابن الله وقال بعضهم هو شريكه { مَا كَانَ لِلَّهِ } ما ينبغي لله { أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { إِذَا قَضَىٰ أَمْراً } إذا أراد أن يخلق ولداً بلا أب { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } ولداً بلا أب مثل عيسى فلما جاء عيسى بالرسالة إلى قومه قال إني عبد الله ومسيحه { وَإِنَّ ٱللَّهَ } هو { رَبِّي } خالقي ورازقي { وَرَبُّكُمْ } خالقكم ورازقكم { فَٱعْبُدُوهُ } وحدوه { هَـٰذَا } التوحيد الذي آمركم به { صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } دين قائم يرضاه وهو الإسلام { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } الكفار { مِن بَيْنِهِمْ } فيما بينهم فقال بعضهم هو الله وقال بعضهم هو ابن الله وقال بعضهم هو شريكه { فَوْيْلٌ } الويل واد في جهنم من قيح ودم ويقال جب في النار ويقال فويل فشدة العذاب { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } تحزبوا في عيسى { مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ } من عذاب يوم القيامة.