الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } * { يٰيَحْيَىٰ خُذِ ٱلْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحُكْمَ صَبِيّاً } * { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً } * { وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً } * { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَياً } * { وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } * { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم حِجَاباً فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً } * { قَالَتْ إِنِّيۤ أَعُوذُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } * { قَالَ إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَماً زَكِيّاً } * { قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } * { قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً } * { فَحَمَلَتْهُ فَٱنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً } * { فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ قَالَتْ يٰلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } * { فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَآ أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً }

{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ } من المسجد { فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ } فأشار إليهم ويقال كتب لهم على الأرض { أَن سَبِّحُواْ بُكْرَةً وَعَشِيّاً } صلوا له غدوة وعشية { يَٰيَحْيَىٰ } قال الله ليحيى بعد ما بلغ وأدرك { خُذِ ٱلْكِتَابَ } اعمل بما في الكتاب التوراة { بِقُوَّةٍ } بجد ومواظبة النفس { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه يعني يحيى { ٱلْحُكْمَ } الفهم والعلم { صَبِيّاً } في صغره { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا } أعطيناه رحمة من عندنا لأبويه { وَزَكَاةً } صدقة لهما ويقال صلاحاً في دينه { وَكَانَ تَقِيّاً } مطيعاً لربه { وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ } لطيفاً بوالديه { وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً } في دينه قتالاً في الغضب { عَصِيّاً } عاصياً لربه { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ } سلامة ومغفرة وسعادة منا على يحيى { يَوْمَ وُلِدَ } حين ولد { وَيَوْمَ يَمُوتُ } حين يموت { وَيَوْمَ يُبْعَثُ } حين يبعث من القبر { حَياً وَٱذْكُرْ } يا محمد { فِي ٱلْكِتَابِ } في القرآن { مَرْيَمَ } خبر مريم { إِذِ ٱنتَبَذَتْ } انفردت وتنحت { مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً } مشرقة دارهم { فَٱتَّخَذَتْ مِن دُونِهِم } فأرخت من دون أهلها { حِجَاباً } ستراً لكي تغتسل فيه من الحيض { فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ } بعد ما فرغت { رُوحَنَا } رسولنا جبريل { فَتَمَثَّلَ لَهَا } فتشبه لها { بَشَراً سَوِيّاً } في صورة شاب لم ينقص { قَالَتْ } مريم { إِنِّيۤ أَعُوذُ } أمتنع { بِٱلرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً } مطيعاً للرحمن ويقال التقي كان اسم رجل سوء فظنت أنه هو ذلك الرجل فمن ذلك تعوذت منه { قَالَ } لها جبريل { إِنَّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ } لكي يهب الله لك { غُلاَماً زَكِيّاً } ولداً صالحاً { قَالَتْ } مريم لجبريل عليه السلام { أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ } من أين يكون لي ولد { وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ } لم يقربني زوج { وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } فاجرة { قَالَ } لها جبريل { كَذٰلِكَ } هكذا كما قلت لك { قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ } خلقه علي هين بلا أب { وَلِنَجْعَلَهُ } لكي نجعله { آيَةً } علامة وعبرة { لِّلْنَّاسِ } لبني إسرائيل ولداً بلا أب { وَرَحْمَةً مِّنَّا } لمن آمن به { وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً } قضاء كائناً أن يكون ولداً بلا أب { فَحَمَلَتْهُ } مريم وكان حمله تسعة أشهر ويقال يوم واحد { فَٱنْتَبَذَتْ } فانفردت { بِهِ } بولادتها إياه { مَكَاناً قَصِيّاً } بعيداً من الناس { فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ } فألجأها الطلق { إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ } إلى أصل نخلة يابسة { قَالَتْ يَٰلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا } الولد ويقال قبل هذا اليوم { وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } شيئاً متروكاً لم يذكر ويقال حيضة ملقاة ويقال سقطة { فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَآ } من تحت أسفلها يعني جبريل { أَلاَّ تَحْزَنِي } يا مريم على ولادة عيسى { قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً } نبياً ويقال فناداها من تحتها إن قرأت بنصب الميم يعني عيسى أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً نهراً صغيراً.