الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } * { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ ٱلْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً } * { وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } * { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } * { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } * { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفَّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً } * { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً }

{ وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ } منعة { يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً } ممتنعاً بنفسه من عذاب الله { هُنَالِكَ ٱلْوَلاَيَةُ لِلَّهِ } أي يوم القيامة الملك والسلطان لله { ٱلْحَقِّ } العدل { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً } خير من أثاب { وَخَيْرٌ عُقْباً } من أعقب { وَٱضْرِبْ لَهُم } بين لأهل مكة { مَّثَلَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } في بقائها وفنائها { كَمَآءٍ } كمطر { أَنْزَلْنَاهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ ٱلأَرْضِ } فاختلط الماء بنبات الأرض { فَأَصْبَحَ هَشِيماً } فصار يابساً { تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } ذرته الريح ولم يبق منه شيء كذلك الدنيا تذهب ولا يبقى منها شيء كما لا يبقى من الهشيم شيء { وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من فناء الدنيا وبقاء الآخرة { مُّقْتَدِراً } قادراً ثم ذكر ما فيها من الزهرة فقال { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } زهرة الحياة الدنيا لا تبقى كما لا يبقى الهشيم { وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ } الصلوات الخمس ويقال الباقيات ما يبقى ثوابه والصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر { خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً } جزاء { وَخَيْرٌ أَمَلاً } خير ما يرجو به العباد من أعمالهم الصلاة { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ } عن وجه الأرض { وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً } خارجة من تحت الجبال ويقال ظاهرة { وَحَشَرْنَاهُمْ } للبعث { فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً } فلا نترك منهم أحداً { وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ } سبقوا إلى ربك { صَفَّاً } جميعاً فيقول الله لهم { لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } بلا مال ولا ولد { بَلْ زَعَمْتُمْ } قلتم في الدنيا { أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً } أجلاً للبعث { وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ } في الأيمان والشمائل وتطايرت الكتب إلى أيدي الخلق مثل الثلج { فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين والمنافقين { مُشْفِقِينَ } خائفين { مِمَّا فِيهِ } في الكتاب { وَيَقُولُونَ يَٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً } من أعمالنا { وَلاَ كَبِيرَةً } ويقال الصغيرة التبسم والكبيرة القهقهة { إِلاَّ أَحْصَاهَا } حفظها وكتبها { وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ } من خير وشر { حَاضِراً } مكتوباً { وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } لا ينقص من حسنات أحد ولا يزاد على سيئات أحد ويقال لا ينقص من حسنة مؤمن ولا يترك من سيئة كافر { وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ } الذين كانوا في الأرض { ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } سجدة التحية { فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ } رئيسهم { كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ } من قبيلة الجن { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } فتعظم وتمرد عن طاعة ربه وأبى عن السجود لآدم { أَفَتَتَّخِذُونَهُ } تعبدونه { وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ } أرباباً { مِن دُونِي } من دون الله { وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } ظاهر العداوة { بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ } المشركين مني { بَدَلاً } في الطاعة ويقال بئس ما استبدلوا عبادة الله بعبادة الشيطان ويقال ولاية الله بولاية الشيطان.