الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً } * { كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } * { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } * { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } * { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً } * { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } * { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } * { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } * { فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } * { أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } * { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً }

{ وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً } بيّن لأهل مكة صفة { رَّجُلَيْنِ } أخوين في بني إسرائيل أحدهما مؤمن وهو يهوذا والآخر كافر وهو أبو فطروس { جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا } للكافر { جَنَّتَيْنِ } بساتين { مِنْ أَعْنَابٍ } من كروم { وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } أحطناهما بنخل { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا } بين البساتين { زَرْعاً } مزرعاً { كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ } البساتين { آتَتْ أُكُلَهَا } أخرجت ثمرها كل عام { وَلَمْ تَظْلِمِ } لم تنقص { مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا } وسطهما { نَهَراً وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ } يعني ثمرة البستان إن قرأت بالنصب ويقال مال إن قرأت بالضم { فَقَالَ لَصَاحِبِهِ } المؤمن يهوذا { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } يفاخر بالمال { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } أكثر خدماً { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } بستانه { وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } بالكفر { قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ } أن تهلك { هَـٰذِهِ أَبَداً وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } كائنة { وَلَئِن رُّدِدتُّ } رجعت { إِلَىٰ رَبِّي } كما تقول { لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا } من هذه الجنة { مُنْقَلَباً } مرجعاً { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } المؤمن { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } يراجعه عن كفره { أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } من آدم وآدم من تراب { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } من نطفة أبيك { ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } معتدل القامة { لَّكِنَّا } لكن أنا أقول { هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي } خالقي ورازقي { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } من الأوثان { وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ } فهلا دخلت { جَنَّتَكَ } بستانك { قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } هذا من الله ليس مني { لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } هذا بقوة الله لا بقوتي { إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً } وخدماً في الدنيا { فعسَىٰ رَبِّي } وعسى من الله واجب { أَن يُؤْتِيَنِ } أن يعطيني في الآخرة { خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ } من بستانك في الدنيا { وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا } على جنتك { حُسْبَاناً } ناراً { مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً } تصير تراباً أملس { أَوْ يُصْبِحَ } أو يصير { مَآؤُهَا غَوْراً } غائراً لا تناله الدلاء { فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً } حيلة { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } أهلكت ثمرته إن قرأت بالنصب ويقال أهلك ماله إن قرأت بالضم { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ } يضرب يديه بعضها على بعض ندامة { عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا } في الجنة ويقال على ما كان فيهما من غلتهما { وَهِيَ خَاوِيَةٌ } ساقطة { عَلَىٰ عُرُوشِهَا } على سقوفها { وَيَقُولُ } يوم القيامة { يَٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً } من الأوثان.