الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } * { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً } * { وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً } * { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً } * { وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } * { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً }

{ وَلَبِثُواْ } مكثوا { فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً } تسع سنين وهذا قبل أن أيقظهم الله { قُلِ } يا محمد { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } بما مكثوا بعد ذلك { لَهُ غَيْبُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ما غاب عن العباد { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ما أبصره وأعلمه بهم وشأنهم { مَا لَهُم مِّن دُونِهِ } من دون الله { مِن وَلِيٍّ } يحفظهم ويقال ما لهم لأهل مكة من دونه من عذاب الله من ولي قريب ينفعهم { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ } في حكم الغيب { أَحَداً وَٱتْلُ مَآ أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ } يقول اقرأ عليهم القرآن ولا تزد فيه ولا تنقص منه { لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } لا مغير لكلماته { وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ } من دون الله { مُلْتَحَداً } ملجأ { وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ } احبس نفسك { مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم } يعبدون ربهم { بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ } غدوة وعشية يعني سلمان وأصحابه { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } يريدون بذلك وجه الله ورضاه { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } لا تجاوز عيناك عنهم { تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } يريدون الزينة { وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا } عن توحيدنا { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ } في عبادة الأصنام { وَكَانَ أَمْرُهُ } قوله { فُرُطاً } ضائعاً نزلت هذه الآية في عيينة بن حصن الفزاري { وَقُلِ } لعيينة { ٱلْحَقُّ } لا إله إلا الله { مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } هذا وعيد من الله ويقال فمن شاء فليؤمن يقول من شاء الله له الإيمان آمن ومن شاء فليكفر من شاء الله له الكفر كفر { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } لعيينة وأصحابه { نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } سرادق النار يحيط بهم { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ } للغصة بالماء { يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } كدردي الزيت ويقال كالفضة المذابة { يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } ينضج الوجوه { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً } منزلاً يقول بئس الدار دار رفقائهم الشياطين والكفار { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { إِنَّا لاَ نُضِيعُ } لا نبطل { أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } ثواب من أخلص عملاً { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ } مقصورة الرحمن { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ } أي من تحت شجرهم ومساكنهم { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { يُحَلَّوْنَ فِيهَا } يلبسون في الجنة { مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } أقلبة ذهب { وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ } ما لطف من الديباج { وَإِسْتَبْرَقٍ } ما ثخن من الديباج { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا } جالسين في الجنة { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } في الحجال { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ } الجزاء الجنة { وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً } منزلاً يقول حسنت الدار دار رفقائهم الأنبياء والصالحون.