الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } * { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } * { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } * { وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ ٱلأَرْضِ يَنْبُوعاً } * { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً } * { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً } * { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } * { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } * { قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً }

{ وَيَسْئَلُونَكَ } يا محمد { عَنِ ٱلرُّوحِ } سأل أهل مكة أبو جهل وأصحابه { قُلِ ٱلرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } من عجائب ربي ويقال من علم ربي { وَمَآ أُوتِيتُم } أعطيتم { مِّنَ ٱلْعِلْمِ } فيما عند الله { إِلاَّ قَلِيلاً وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } بحفظ الذي أوحينا إليك جبريل به { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } كفيلاً ويقال مانعاً { إِلاَّ رَحْمَةً } نعمة { مِّن رَّبِّكَ } حفظ القرآن في قلبك { إِنَّ فَضْلَهُ } بالنبوة والإسلام { كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } عظيماً { قُل } يا محمد لأهل مكة { لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } بمثل هذا القرآن بالغاً فيه الأمر والنهي والوعد والوعيد والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وخبر ما كان وما يكون { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } معيناً { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ } بينا لأهل مكة { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } من كل وجه من الوعد والوعيد { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } لم يقبلوا وثبتوا على الكفر { وَقَالُواْ } يعني عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } لن نصدقك { حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا } تشقق لنا { مِنَ ٱلأَرْضِ } أرض مكة { يَنْبُوعاً } عيوناً وأنهاراً { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ } بستان { مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ } كرم { فَتُفَجِّرَ } فتشقق { ٱلأَنْهَارَ خِلالَهَا } وسطها { تَفْجِيراً } تشقيقاً { أَوْ تُسْقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } قطعاً بالعذاب { أَوْ تَأْتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلْمَلاۤئِكَةِ قَبِيلاً } شهيداً على ما تقول { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ } من ذهب وفضة { أَوْ تَرْقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ } أو تصعد إلى السماء فتأتينا بالملائكة يشهدون أنك رسول من الله إلينا { وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ } لصعودك إلى السماء { حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً } من الله إلينا { نَّقْرَؤُهُ } فيه أنك رسول الله إلينا { قُلْ } لهم يا محمد { سُبْحَانَ رَبِّي } أنزه ربي عن الولد والشريك { هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } يقول ما أنا إلا بشر رسول كسائر الرسل { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ } أهل مكة { أَن يُؤْمِنُوۤاْ } بالله { إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ } محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن { إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } إلا قولهم { أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } إلينا { قُل } يا محمد لأهل مكة { لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ } في الأرض يمضون { مُطْمَئِنِّينَ } مقيمين { لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً } لأنا لا نرسل إلى الملائكة الرسل إلا الملائكة وإلى البشر إلا البشر.