الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } * { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } * { أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } * { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً } * { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } * { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } * { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } * { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً }

{ رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ } يسير لكم { ٱلْفُلْكَ } السفن { فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } لكي تطلبوا من رزقه ويقال من علمه { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } بتأخير العذاب ويقال بمن تاب منكم { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ } الشدة والهول { فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ } تتركون من تعبدون من الأوثان فلا تسألون منه النجاة { إِلاَّ إِيَّاهُ } يقول تسألون من الله النجاة { فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ } عن الشكر والتوحيد { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ } يعني الكافر { كَفُوراً } كافراً بنعم الله { أَفَأَمِنْتُمْ } يا أهل مكة { أَن يَخْسِفَ بِكُمْ } أن لا يغور بكم { جَانِبَ ٱلْبَرِّ } كما خسف بقارون { أَوْ يُرْسِلَ } أن لا يرسل { عَلَيْكُمْ حَاصِباً } حجارة كما أرسل على قوم لوط { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } مانعاً { أَمْ أَمِنْتُمْ } يا أهل مكة { أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ } في البحر { تَارَةً أُخْرَىٰ } مرة أخرى يخرجكم إليه { فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ } ريحاً شديداً { فَيُغْرِقَكُم } في البحر { بِمَا كَفَرْتُمْ } بالله وبنعمته { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ } بغرقكم { تَبِيعاً } ثائراً أو طالباً { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } بالأيدي والأرجل { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ } على الدواب { وَٱلْبَحْرِ } في البحر على السفن { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } جعلنا أرزاقهم ألين وأطيب من رزق الدواب { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا } من البهائم { تَفْضِيلاً } بالصورة والأيدي والأرجل { يَوْمَ نَدْعُواْ } وهو يوم القيامة { كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } نبيهم ويقال ويقال بداعيهم إلى الهدى وإلى الضلالة.

{ فَمَنْ أُوتِيَ } أعطي { كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ } حسناتهم { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم قدر فتيل وهو الشيء الذي يكون في شق النواة ويقال هو الوسخ الذي فتلت بين أصبعيك { وَمَن كَانَ فِي هَـٰذِهِ } النعم { أَعْمَىٰ } عن الشكر { فَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ } في نعيم الجنة { أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلاً } طريقاً ويقال من كان في هذه الدنيا أعمى عن الحجة والبيان فهو في الآخرة أعمى أشد عمى وأضل سبيلاً عن الحجة { وَإِن كَادُواْ } وقد كادوا { لَيَفْتِنُونَكَ } ليصرفونك وليستنزلونك { عَنِ ٱلَّذِي أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } من كسر آلهتهم { لِتفْتَرِيَ } لتقول { عَلَيْنَا غَيْرَهُ } غير الذي أمرتك من كسر آلهتهم { وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } صفياً بمتابعتك إياهم نزلت هذه الآية في ثقيف.