الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذٰلِك فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } * { وَمَا مَنَعَنَآ أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } * { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } * { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } * { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } * { وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } * { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً }

{ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ } ما من قرية { إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا } نميت أهلها { قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً } بالسيف والأمراض { كَانَ ذٰلِك } الهلاك والعذاب { فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً } في اللوح المحفوظ مكتوباً أن يكون { وَمَا مَنَعَنَآ } لم يمنعنا { أَن نُّرْسِلَ بِٱلآيَاتِ } بالعلامات التي طلبوها { إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا ٱلأَوَّلُونَ } إلا تكذيب الأولين عند التكذيب أي نهلكهم إن كذبوا بها كما أهلكنا الأولين عند التكذيب { وَآتَيْنَا ثَمُودَ ٱلنَّاقَةَ } أعطينا قوم صالح ناقة عشراء { مُبْصِرَةً } مبينة علامة لنبوة صالح { فَظَلَمُواْ بِهَا } جحدوا بها فعقروها { وَمَا نُرْسِلُ بِٱلآيَاتِ } بالعلامات { إِلاَّ تَخْوِيفاً } بالعذاب لنهلكهم إن لم يؤمنوا بها { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِٱلنَّاسِ } عالم بأهل مكة بمن يؤمن وبمن لا يؤمن { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا } ما أريناك الرؤيا { ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ } في المعراج { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } بلية لأهل مكة مقدم ومؤخر { وَٱلشَّجَرَةَ ٱلْمَلْعُونَةَ فِي ٱلقُرْآنِ } ما ذكرنا شجرة الزقوم في القرآن { وَنُخَوِّفُهُمْ } بشجرة الزقوم { فَمَا يَزِيدُهُمْ } الوعيد { إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } تمادياً في المعصية { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ } الذين كانوا في الأرض. { ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } سجدة التحية { فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } لطيني { قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ } فضلت علي بالسجود { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ } أجلتني { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ } لأستزلن ولأستملكن ولأستولين { ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } المعصومين مني { قَالَ ٱذْهَبْ } قال الله أعلم { فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ } في دينك { فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } نصيباً وافراً { وَٱسْتَفْزِزْ } استنزل { مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } بدعوتك ويقال بصوت المزامير والغناء وسائر المناكير { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم } اجمع عليهم ويقال استعن عليهم { بِخَيْلِكَ } بخيل المشركين { وَرَجِلِكَ } رجالة المشركين { وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ } أموال الحرام { وَٱلأَوْلادِ } أولاد الحرام { وَعِدْهُمْ } أن لا جنة ولا نار { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } باطلاً { إِنَّ عِبَادِي } المعصومين منك { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } سبيل وغلبة { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } كفيلاً بما وعد ويقال حفيظاً.