الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } * { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } * { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } * { كُلُّ ذٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } * { ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً } * { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } * { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } * { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } * { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً } * { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً } * { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِيۤ ءَاذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَٰرِهِمْ نُفُوراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً }

{ وَأَوْفُوا } أتموا { ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ } لغيركم { وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } بميزان العدل { ذٰلِكَ } الوفاء بالكيل والوزن والعهد { خَيْرٌ } من النقض والبخس { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } عاقبة { وَلاَ تَقْفُ } ولا تقل { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } فتقول علمت ولم تعلم ورأيت ولم تر وسمعت ولم تسمع { إِنَّ ٱلسَّمْعَ } ما تسمعون { وَٱلْبَصَرَ } ما تبصرون { وَٱلْفُؤَادَ } ما تتمنون { كُلُّ أُولـٰئِكَ } عن كل ذلك { كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } يوم القيامة { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } بالتكبر والخيلاء { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } تجاوز الأرض بخيلائك { وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } ولن تحازي الجبال { كُلُّ ذٰلِكَ } كل ما نهيتك عنه { كَانَ سَيِّئُهُ } سيئاً { عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } عند ربك مقدم ومؤخر { ذَلِكَ } الذي أمرتك { مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ } أمرك { رَبُّكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ } في القرآن { وَلاَ تَجْعَلْ } لا تقل { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتُلْقَىٰ } فتطرح { فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً } تلومك نفسك { مَّدْحُوراً } مقصياً من كل خير { أَفَأَصْفَاكُمْ } اختاركم { رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ } بالذكور { وَٱتَّخَذَ } لنفسه { مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً } البنات { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ } على الله { قَوْلاً عَظِيماً } في العقوبة ويقال في الفرية على الله { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } بينا { فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ } الوعد والوعيد { لِيَذَّكَّرُواْ } لكي يتعظوا { وَمَا يَزِيدُهُمْ } وعيد القرآن { إِلاَّ نُفُوراً } تباعداً عن الإيمان { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْاْ } طلبوا { إِلَىٰ ذِي ٱلْعَرْشِ سَبِيلاً } قدراً ومنزلة ويقال صعوداً { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَتَعَالَىٰ } تبرأ وارتفع { عَمَّا يَقُولُونَ } من الشرك { عُلُوّاً } على كل شيء { كَبِيراً } كبير كل شيء { تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَاوَاتُ ٱلسَّبْعُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } من الخلق { وَإِن مِّن شَيْءٍ } ما من شيء من النبات { إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ } بأمره { وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } بأي لغة هو { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً } بعباده إذ لا يعجلهم بالعقوبة { غَفُوراً } متجاوزاً لمن تاب { وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ } بمكة { جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت يعني أبا جهل وأصحابه { حِجَاباً مَّسْتُوراً } محجوباً { وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } أغطية { أَن يَفْقَهُوهُ } لكي لا يفقهوا الحق { وَفِيۤ آذَانِهِمْ وَقْراً } صمماً { وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي ٱلْقُرْآنِ وَحْدَهُ } بلا إله إلا الله { وَلَّوْاْ عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ } رجعوا إلى أصنامهم وعطفوا إلى عبادة آلهتهم { نُفُوراً } تباعداً عن قولك { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ } إلى قراءة القرآن { إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } إلى قراءتك يعني أبا جهل وأصحابه { وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ } في أمرك يقول بعضهم ساحر ويقول بعضهم كاهن ويقول بعضهم مجنون ويقول بعضهم شاعر { إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ } المشركون بعضهم لبعض { إِن تَتَّبِعُونَ } محمداً ما تتبعون { إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً } مغلوب العقل.