الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } * { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } * { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } * { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً } * { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً } * { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } * { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }

{ إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ } المنفقين أموالهم في غير حق الله وإن كان دانقاً { كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ } أعوان الشياطين { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً } لربه كافراً { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ } عن القرابة والمساكين حياء ورحمة { ٱبْتِغَآءَ رَحْمَةٍ } انتظار رحمة { مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا } أن تأتيك ويقال قدوم مال غائب عنك { فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً } فعدهم عدة حسنة أي سأعطيكم { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ } يقول لا تمسك يدك عن النفقة والعطية بمنزلة المغلولة يده إلى عنقه { وَلاَ تَبْسُطْهَا } في العطية النفقة { كُلَّ ٱلْبَسْطِ } في السرف يقول لا تعط جميع ما هو لك مسكيناً واحداً أو قرابة واحدة وتترك الآخرين { فَتَقْعُدَ } فتبقى { مَلُوماً } يلومك الناس يعني الفقراء والقرابة { مَّحْسُوراً } منقطعاً عنك القرابة والمساكين ذاهباً الذي لك من المال ويقال نزلت هذه الآية في امرأة استكست قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وجلس عارياً فنهاه الله عن ذلك وقال له ولا تبسطها كل البسط في السرف حتى تنزع ثوبك { فَتَقْعُدَ مَلُوماً } يلومك الناس { مَّحْسُوراً } عارياً لا تقدر أن تخرج من العري { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ } يوسع المال { لِمَن يَشَآءُ } على من يشاء من عباده وهو نظر منه { وَيَقْدِرُ } يقتر على من يشاء من عباده وهو نظر منه { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ } بصلاح عباده { خَبِيراً بَصِيراً } بالبسط والتقتير { وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ } نزلت هذه الآية في خزاعة كانوا يدفنون بناتهم أحياء فنهاهم الله عن ذلك وقال ولا تقتلوا أولادكم لا تدفنوا بناتكم أحياء { خَشْيَةَ إِمْلاقٍ } مخافة الذل والفقر { نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ } يعني بناتكم { وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ } دفنهم أحياء { كَانَ خِطْئاً كَبِيراً } ذنباً عظيماً في العقوبة.

{ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزِّنَىٰ } سراً وعلانية { إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً } معصية ذنباً { وَسَآءَ سَبِيلاً } بئس مسلكاً { وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ } المؤمنة { ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ } قتلها { إِلاَّ بِٱلحَقِّ } بالرجم أو القود أو الارتداد { وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً } بالتعمد { فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ } لولي المقتول { سُلْطَاناً } عذراً وحجة على القاتل إن شاء قتله وإن شاء عفا عنه وإن شاء آخذه بالدية { فَلاَ يُسْرِف فِّي ٱلْقَتْلِ } إن قتلت قاتل وليك ويقال لا تقتل غير القاتل حمية إن قرأت بالجزم ويقال لا تقتل لقتل نفس واحدة عشرة { إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً } يقتل ولا يعفي { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالأرباح والحفظ { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } خمس عشرة سنة أو ثمان عشرة سنة { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ } أتموا بالعهد بالله فيما بينكم وبين الناس { إِنَّ ٱلْعَهْدَ } ناقض العهد { كَانَ مَسْؤُولاً } من نقضه يوم القيامة.