الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } * { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } * { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ عَجُولاً } * { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } * { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } * { ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } * { مَّنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولاً }

{ عَسَىٰ رَبُّكُمْ } لعل ربكم { أَن يَرْحَمَكُمْ } بعد ذلك { وَإِنْ عُدتُّمْ } إلى الفساد { عُدْنَا } إلى العذاب ويقال إن عدتم إلى الإحسان عدنا إلى الرحمة { وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً } سجناً ومحبساً { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يِهْدِي } يدل { لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أصوب شهادة أن لا إله إلا الله ويقال أبين { وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } المخلصين بإيمانهم { ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ } فيما بينهم وبين ربهم { أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } ثواباً عظيماً وافراً في الجنة { وأَنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } وجيعاً في الآخرة { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَانُ } يعني النضر بن الحارث { بِٱلشَّرِّ } باللعن والعذاب على نفسه وأهله { دُعَآءَهُ بِٱلْخَيْرِ } كدعائه بالعافية والرحمة { وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ } يعني النضر { عَجُولاً } مستعجلاً بالعذاب { وَجَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ } علامتين يعني الشمس والقمر { فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلْلَّيْلِ } ضوء آية الليل يعني القمر { وَجَعَلْنَآ } تركنا { آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً } يعني الشمس مبصرة مضيئة { لِتَبْتَغُواْ } لكي تطلبوا { فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } بطلب الدنيا والآخرة { وَلِتَعْلَمُواْ } لكي تعلموا بزيادة القمر ونقصانه { عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ } حساب الأيام والشهور { وَكُلَّ شَيْءٍ } من الحلال والحرام والأمر والنهي { فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً } بيناه في القرآن تبييناً { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ } ألزقناه { طَآئِرَهُ } كتاب إجابته في القبر لمنكر ونكير { فِي عُنُقِهِ } ويقال خيره وشره له أو عليه ويقال سعادته وشقاوته له أو عليه { وَنُخْرِجُ لَهُ } نظهر له { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ } يعطاه { مَنْشُوراً } مفتوحاً فيه حسناته وسيئاته ويقال له { ٱقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً } شهيداً بما عملت { مَّنِ ٱهْتَدَىٰ } آمن { فَإِنَّمَا يَهْتَدي } يؤمن { لِنَفْسِهِ } ثواب ذلك { وَمَن ضَلَّ } كفر { فَإِنَّمَا يَضِلُّ } يجب { عَلَيْهَا } على نفسه عقوبة ذلك { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } لا تحمل حاملة ذنب أخرى بطيبة النفس ولكن يحمل عليها بالقصاص ويقال لا تؤخذ نفس بذنب نفس أخرى ويقال لا تعذب نفس بغير ذنب { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ } قوماً بالهلاك { حَتَّىٰ نَبْعَثَ } إليهم { رَسُولاً } لاتخاذ الحجة عليهم.