الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ بِمَا صَدَدتُّمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } * { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } * { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } * { وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } لجمعكم على ملة واحدة ملة الإسلام { وَلـٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } عن دينه من لم يكن أهلاً لدينه. { وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } لدينه من كان أهلاً لذلك { وَلَتُسْئَلُنَّ } يوم القيامة { عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } من الخير والشر في الكفر والإيمان ويقال من النقض والوفاء { وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ } عهودكم { دَخَلاً } دغلاً ومكراً وخديعة { بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ } فتزلوا عن طاعة الله كما تزل قدم الرجل { بَعْدَ ثُبُوتِهَا } قيامها { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ } النار { بِمَا صَدَدتُّمْ } بما صرفتم الناس { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد في الآخرة { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً } بالحلف بالله كاذباً عرضاً يسيراً من الدنيا { إِنَّمَا عِنْدَ ٱللَّهِ } من الثواب { هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } مما عندكم من المال { إِن كُنتُمْ } إذ كنتم { تَعْلَمُونَ } ثواب الله ويقال إن كنتم تصدقون بثواب الله { مَا عِندَكُمْ } من الأموال { يَنفَدُ } يفنى { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ } من الثواب { بَاقٍ } يبقى { وَلَنَجْزِيَنَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُوۤاْ } عن اليمين وأقروا بالحق { أَجْرَهُمْ } ثوابهم في الآخرة { بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بأحسنهم في الدنيا { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً } خالصاً فيما بينه وبين ربه وأقر بالحق { مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } ومع ذلك مؤمن مخلص { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً } في الطاعة ويقال في القناعة ويقال في الجنة { وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم } ثوابهم في الآخرة { بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بإحسانهم في الدنيا نزلت هذه الآية في عبدان بن الأشوع وامرئ القيس الكندي في خصومة كانت بينهما في أرض { فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْآنَ } فإذا أردت يا محمد أن تقرأ القرآن في أول افتتاح الصلاة أو غير الصلاة { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } فقل أعوذ بالله { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } اللعين المرجوم بالنجم المطرود من رحمة الله { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ } سبيل وغلبة { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } لا على غيره ويفوضون أمورهم إليه { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ } سبيله وغلبته { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } يطيعونه { وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ } بالله { مُشْرِكُونَ وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً } نزلنا جبريل بآية ناسخة { مَّكَانَ آيَةٍ } منسوخة { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } بصلاح ما يأمر العباد { قَالُوۤاْ } كفار مكة { إِنَّمَآ أَنتَ } يا محمد { مُفْتَرٍ } مختلق من تلقاء نفسك { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الله لا يأمر عباده إلا بما يصلح لهم.