الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ ٱلْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } * { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ وَٱلْمُنْكَرِ وَٱلْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } * { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }

{ وَإِذَا رَأى ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَآءَهُمْ } آلهتهم { قَالُواْ رَبَّنَا } يا ربنا { هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا } آلهتنا { ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا } نعبد { مِن دُونِكَ } أمرونا بعبادتهم { فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ } ردوا إليهم الجواب يعني الأصنام { إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } في مقالتكم ما أمرناكم وما كنا نعلم بعبادتكم { وَأَلْقَوْاْ إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ } استسلم العابد والمعبود لله تعالى { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } بطل افتراؤهم على الله ويقال اشتغل بأنفسهم آلهتهم التي كانوا يعبدون بالكذب { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { زِدْنَاهُمْ عَذَاباً } عذاب الحيات والعقارب والجوع والعطش والزمهرير وغير ذلك { فَوْقَ ٱلْعَذَابِ } فوق عذاب النار { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } يقولون ويعملون من المعاصي والشرك.

{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ } نخرج من كل جماعة { شَهِيداً } نبياً { عَلَيْهِمْ } شهيداً بالبلاغ { مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } آدمياً مثلهم { وَجِئْنَا بِكَ } يا محمد { شَهِيداً عَلَىٰ هَـٰؤُلآءِ } على أمتك ويقال مزكياً لهم { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } من الحلال والحرام والأمر والنهي { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } الجنة { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } بالتوحيد { وَٱلإحْسَانِ } بأداء الفرائض ويقال بالإحسان إلى الناس { وَإِيتَآءِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } يعني صلة الرحم { وَيَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاءِ } عن المعاصي كلها { وَٱلْمُنْكَر } ما لا يعرف في شريعة ولا سنة { وَٱلْبَغْيِ } الاستطالة والظلم { يَعِظُكُمْ } ينهاكم عن الفحشاء والمنكر والبغي { لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } لكي تتعظوا بأمثال القرآن { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ ٱللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ } نزلت هذه الآية في كندة ومراد ويقال أتموا العهود بالله إذا حلفتم بالله بالوفاء { وَلاَ تَنقُضُواْ ٱلأَيْمَانَ } يعني العهود فيما بينكم { بَعْدَ تَوْكِيدِهَا } تغليظها وتشديدها { وَقَدْ جَعَلْتُمُ ٱللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً } يعني شهيداً ويقال حفيظاً معناه وقد قلتم الله شهيد علينا بالوفاء على كلا الفريقين { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } من النقض والوفاء { وَلاَ تَكُونُواْ } في نقض العهد { كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا } يعني رابطة الحمقاء { مِن بَعْدِ قُوَّةٍ } إبرام وإحكام { أَنكَاثاً } أنقاضاً { تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ } عهودكم { دَخَلاً } مكراً وخديعة { بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ } بأن تكون جماعة { هِيَ أَرْبَى } أكثر { مِنْ أُمَّةٍ } من جماعة { إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ } يختبركم بالكثرة ويقال بنقض العهد { وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ } في الدين { تَخْتَلِفُونَ } تخالفون.