الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } * { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلْرِّزْقِ } نزلت هذه الآية في أهل نجران حين قالوا المسيح ابن الله فنزل قوله { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } في المال والخدم { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ } بالمال والخدم { بِرَآدِّي رِزْقِهِمْ } هل يعطون مالهم { عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } لعبيدهم وإمائهم { فَهُمْ } يعني المالك والمملوك { فِيهِ } في المال { سَوَآءٌ } شرع قالوا لا نفعل ذلك ولا نرضى فقال الله { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أفترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم وتكفرون بوحدانية الله { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } آدمياً مثلكم { أَزْوَاجاً } نساء { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم } من نسائكم { بَنِينَ وَحَفَدَةً } يعني ولد الولد ويقال خدماً وعبيداً يقال أختاناً { وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } جعل أرزاقكم ألين وأطيب من رزق الدواب { أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } أفبالشيطان والأصنام يؤمنون ويصدقون { وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ } بوحدانية الله ودينه { هُمْ يَكْفُرُونَ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ } ما لا يقدره { لَهُمْ } يعني الأصنام { رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَاوَاتِ } بالمطر { وَٱلأَرْضِ } بالنبات { شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } لا يقدرون على ذلك { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فلا تصفوا لله ولداً ولا شريكاً ولا شبيهاً { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } أن لا ولد ولا شريك له { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك يا معشر الكفار ثم ضرب مثل المؤمن والكافر فقال { ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً } بين الله صفة عبد مملوك { لاَّ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } من النفقة والإحسان وهو مثل الكافر لا يجيء منه خير { وَمَن رَّزَقْنَاهُ } أعطيناه { مِنَّا رِزْقاً حَسَناً } مالاً كثيراً { فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً } فيما بينه وبين الله { وَجَهْراً } فيما بينه وبين الناس في سبيل الله وهذا مثل المؤمن المخلص { هَلْ يَسْتَوُونَ } في الثواب والطاعة { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر لله والوحدانية لله { بَلْ أَكْثَرُهُمْ } كلهم { لاَ يَعْلَمُونَ } أمثال القرآن ويقال نزلت هذه الآية في عثمان بن عفان ورجل من العرب يقال له أبو العيص بن أمية ثم ضرب مثله ومثل الأصنام فقال { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً } بين الله صفة { رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ } أخرس { لاَ يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ } من الكلام وهو الصنم { وَهُوَ كَلٌّ } ثقل { عَلَىٰ مَوْلاهُ } على وليه وقرابته عيال على عائله { أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ } ويدعوه من شرق أو غرب { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } لا يجيب من يدعوه بخير وهذا مثل الصنم { هَلْ يَسْتَوِي } في النفع ودفع الضر { هُوَ } يعني الصنم { وَمَن يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ } بالتوحيد { وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يدعو إلى طريق مستقيم وهو الله.