الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ } * { تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } * { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } * { وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } * { ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }

{ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } يقولون لله البنات ما لا يرضون لأنفسهم { وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ ٱلْكَذِبَ } يقولون بألسنتهم الكذب { أَنَّ لَهُمُ ٱلْحُسْنَىٰ } يعني الذكور ويقال أن لهم الحسنى يعني الجنة ويقال أن لهم الحسنى من أين لهم الجنة { لاَ جَرَمَ } حقاً { أَنَّ لَهُمُ ٱلْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ } متروكون ويقال منسيون ويقال مفرطون بالقول والفعل وإن قرأت بكسر الراء { تَٱللَّهِ } والله { لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } دينهم فلم يؤمنوا { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ } في الدنيا وقرينهم في النار { وَلَهُمْ } في الآخرة { عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } جبريل بالقرآن { إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخْتَلَفُواْ } خالفوا { فِيهِ } في الدين { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةً } من العذاب { لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } به { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً } مطراً { فَأَحْيَا بِهِ } بالمطر { ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } قحطها ويبوستها { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } في إحياء ما ذكرت { لآيَةً } لعلامة { لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } يطيعون ويصدقون { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ } نخرج { لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً } شهياً { لِلشَّارِبِينَ وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ } يعني الكروم { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً } مسكراً وهذا منسوخ ويقال طعاماً { وَرِزْقاً حَسَناً } حلالاً من الخل والدبس والزبيب وغير ذلك { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرت لكم { لآيَةً } لعلامة { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } يصدقون { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } ألهم ربك النحل { أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً } في الجبال مسكناً { وَمِنَ ٱلشَّجَرِ } وفي الشجر أيضاً { وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } يبنون { ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } من ألوان كل الثمرات { فَٱسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ } فادخلي طرق ربك { ذُلُلاً } مذللاً مسخراً لك { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا } من بطون النحل { شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } الأحمر والأصفر والأبيض { فِيهِ } في العسل { شِفَآءٌ لِلنَّاسِ } من الداء ويقال فيه في القرآن شفاء بيان للناس { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } فيما ذكرت { لآيَةً } لعلامة وعبرة { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } فيما خلقت { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ } يقبض أرواحكم عند انقضاء آجالكم { وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ } أسفل العمر { لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ } حتى لا يفقه { بَعْدَ عِلْمٍ } العلم الأول { شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ } بتحويل الخلق { قَدِيرٌ } على تحويلهم من حال إلى حال.