الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } * { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } * { وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } * { وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } * { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } * { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ } * { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } * { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ } * { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوْءِ وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }

{ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الشمس والقمر والنجوم { وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ } من الدواب والطيور { وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } في السماء يسجدون لله { وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } عن السجود لله { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } الذي فوقهم على العرش { وَيَفْعَلُونَ } يعني ويقولون { مَا يُؤْمَرُونَ } يعني الملائكة { وَقَالَ ٱللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ } لا تعبدوا { إِلـٰهَيْنِ ٱثْنَيْنِ } نفسه والأصنام { إِنَّمَا هُوَ إِلـٰهٌ وَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك { فَإيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } فخافون في عبادة الأصنام { وَلَهُ مَا فِي ٱلْسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق والعجائب { وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِباً } دائماً ويقال خالصاً { أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ } تعبدون { وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ } فمن قبل الله لا من قبل الأصنام { ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ } أصابتكم الشدة { فَإِلَيْهِ } إلى الله { تَجْأَرُونَ } تتضرعون وتدعون { ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ } رفع الشدة { عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ } طائفة { مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } الأصنام { لِيَكْفُرُواْ } حتى يكفروا { بِمَآ آتَيْنَاهُمْ } أعطيناهم من النعيم فيقولوا بشفاعة آلهتنا هذا { فَتَمَتَّعُواْ } فعيشوا في الكفر والحرام { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ماذا يفعل بكم { وَيَجْعَلُونَ } يقولون { لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ نَصِيباً } حظاً للرجال دون النساء ويقال لما لا يقولون ولا يعلمون يعني الأصنام { مِّمّا رَزَقْنَاهُمْ } من الحرث والأنعام ويقولون الله أمرنا بهذا { تَٱللَّهِ } والله { لَتُسْئَلُنَّ } يوم القيامة { عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ } تكذبون على الله { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ٱلْبَنَاتِ } يقولون الملائكة بنات الله { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ } ما يختارون من الذكور { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ } بالجارية { ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } صار وجهه مسوداً من الغم { وَهُوَ كَظِيمٌ } مكروب يتردد الغم في جوفه { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ } يكتم من قومه { مِن سُوۤءِ } من كره { مَا بُشِّرَ بِهِ } بالأنثى كراهية الإظهار { أَيُمْسِكُهُ } أيحفظه { عَلَىٰ هُونٍ } على هوان ومشقة { أَمْ يَدُسُّهُ } يدفنه { فِي ٱلتُّرَابِ } حياً { أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } بئس ما يقضون لأنفسهم الذكور ولله البنات { لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { مَثَلُ ٱلسَّوْءِ } يعني النار { وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ } الصفة العليا الألوهية والربوبية بلا ولد ولا شريك { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن لا يؤمن به { ٱلْحَكِيمُ } أمر أن لا يعبد غيره { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ } بشركهم { مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا } على ظهر الأرض { مِن دَآبَّةٍ } من الجن والإنس أحداً { وَلٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ } يؤجلهم { إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ } إلى وقت هلاكهم { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } وقت هلاكهم { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } لا يتركون عن الأجل قدر ساعة { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } لا يهلكون قبل الأجل.