الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } * { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } * { إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وَاحِدٌ فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } * { ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ وَٱلْسُّوۤءَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ بَلَىٰ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } * { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ }

{ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ } يعبدون { مِن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً } لا يقدرون أن يخلقوا شيئاً كخلقنا { وَهُمْ يُخْلَقُونَ } ينحتون مخلوقة منحوتة { أَمْواتٌ } أصنام أموات { غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ } يعني الآلهة { أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } من القبور فيحاسبون ويقال ما يعلم الكفار متى يحاسبون ويقال ما تعلم الملائكة متى يحاسبون { إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ } يعلم ذلك لا الآلهة { فَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } بالتوحيد { وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ } عن الإيمان { لاَ جَرَمَ } لا جرم حقّاً { أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } ما يخفون من البغض والحسد والمكر والخيانة { وَمَا يُعْلِنُونَ } ما يظهرون من الشتم والطعن والقتال { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْتَكْبِرِينَ } عن الإيمان { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ } للمقتسمين { مَّاذَآ أَنْزَلَ رَبُّكُمْ } ماذا يقول لكم محمد صلى الله عليه وسلم من ربكم { قَالُواْ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } كذب الأولين وأحاديثهم { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ } آثامهم { كَامِلَةً } وافرة { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ } مثل آثام { ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ } يصرفونهم عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن والإيمان { بِغَيْرِ عِلْمٍ } بلا علم ولا حجة { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } بئس ما يحملون من الذنوب يعني المقتسمين { قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } بأنبيائهم كما مكر المقتسمون بمحمد عليه الصلاة والسلام وهو نمروذ الجبار الذي بنى الصرح { فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَانَهُمْ } قلع بنيانهم الصرح { مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ } من الأساس { فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ } فوقع عليهم الصرح { مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ ٱلْعَذَابُ } بالهدم { مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } لا يعلمون { ثُمَّ } هو { يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } يعذبهم ويذلهم { وَيَقُولُ } الله يوم القيامة { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ } يعني الآلهة التي زعمتم أنهم شركائي { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ } تخالفون لقبلهم وتعادون أنبيائي لقبلهم { قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } يعني الملائكة { إِنَّ ٱلْخِزْيَ ٱلْيَوْمَ } العذاب يوم القيامة { وَٱلْسُّوۤءَ } النار والشدة { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلائِكَةُ } قبضتهم الملائكة يوم بدر { ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ } بالكفر { فَأَلْقَوُاْ ٱلسَّلَمَ } ردوا الجواب ويقال خضعوا لله { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوۤءٍ } نعبد من شيء من دون الله وما كنا مشركين بالله { بَلَىٰ } يقول الله بلى { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وتقولون وتعبدون من دون الله { فَٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين فيها لا تموتون ولا تخرجون منها { فَلَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } منزل الكافرين جهنم.