الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوۤاْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ٱجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَآتَيْنَاهُ فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } * { وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ }

{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ } بتعمد وإن كان جاهلاً بركوبها { ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ } السوء { وَأَصْلَحُوۤاْ } العمل فيما بينهم وبين ربهم { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { مِن بَعْدِهَا } من بعد التوبة { لَغَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } بهم { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً } إماماً يقتدى به { قَانِتاً } مطيعاً { لِلَّهِ حَنِيفاً } مسلماً مخلصاً { وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع المشركين على دينهم { شَاكِراً لأَنْعُمِهِ } شاكراً لما أنعم الله عليه { ٱجْتَبَاهُ } اصطفاه بالنبوة والإسلام { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ثبته على طريق قائم يرضيه وهو الإسلام { وَآتَيْنَاهُ } أعطيناه { فِي ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } ولداً صالحاً ويقال ثناءً حسناً ويقال الذكر والثناء الحسن في الناس كلهم { وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } مع آبائه المرسلين في الجنة { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } أمرناك يا محمد { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } أن استقم على دين إبراهيم { حَنِيفاً } مسلماً { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } مع المشركين على دينهم { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ } حرم السبت { عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } في الجمعة { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } بين اليهود والنصارى { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ } إلى دين ربك { بِٱلْحِكْمَةِ } بالقرآن { وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ } عظهم بمواعظ القرآن { وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } بالقرآن ويقال بلا إله إلا الله { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ } عن دينه { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } لدينه.

{ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ } مثلتم { فَعَاقِبُواْ } فمثلوا { بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ } مثلتم { بِهِ } بالأموات { وَلَئِن صَبَرْتُمْ } عن المثلة { لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ } في الآخرة { وَٱصْبِرْ } يا محمد على أذاهم { وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِٱللَّهِ } بتوفيق الله { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } على المستهزئين بالهلاك { وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ } ولا يضيق صدرك { مِّمَّا يَمْكُرُونَ } مما يقولون ويصنعون بك { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الكفر والشرك والفواحش { وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } بالقول والفعل موحدون.