الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } * { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } * { فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَـٰلاً طَيِّباً وَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } * { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ وَٱلْدَّمَ وَلَحْمَ ٱلْخَنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ فَمَنِ ٱضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلاَلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } * { مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَعَلَىٰ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ يَوْمَ تَأْتِي } وهو يوم القيامة { كُلُّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة { تُجَادِلُ } تخاصم { عَن نَّفْسِهَا } لقبل نفسها ويقال مع شيطانها ويقال مع روحها { وَتُوَفَّىٰ } توفر { كُلُّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة { مَّا عَمِلَتْ } بماعملت من خير أو شر { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً } بين الله تعالى صفة أهل مكة أبي جهل والوليد وأصحابهما { كَانَتْ آمِنَةً } كان أهلها آمنين من العدو والقتال والجوع والسبي { مُّطْمَئِنَّةً } مقيماً أهلها { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا } يحمل إليها من الثمرات { رَغَداً } موسعاً { مِّن كُلِّ مَكَانٍ } ناحية وأرض يحمل إليها { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ } فكفر أهلها بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ } فعاقب الله أهلها بالجوع سبع سنين والخوف من خوف حرب محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } يقولون ويعملون بمحمد صلى الله عليه وسلم من الجفاء { وَلَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ } محمد صلى الله عليه وسلم { مِّنْهُمْ } من نسبهم عربي قرشي مثلهم { فَكَذَّبُوهُ } مما جاءهم به { فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ } عذاب الله بالجوع والقتل والسبي { وَهُمْ ظَالِمُونَ } كافرون { فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } من الحرث والأنعام والنعيم { حَلالاً طَيِّباً وَٱشْكُرُواْ } واذكروا { نِعْمَةَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } إن كنتم إياه تريدون عبادة الله بتحريم الحرث والأنعام فاستحلوا فإن عبادة الله في تحليله { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةَ } التي أمر بذبحها { وَٱلْدَّمَ } دم المسفوح { وَلَحْمَ ٱلْخَنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ } وما ذبح بغير اسم الله عمداً أو الأصنام { فَمَنِ ٱضْطُرَّ } أجهد إلى ما حرم الله عليه { غَيْرَ بَاغٍ } على المسلمين ويقال غير مستحل لأكل الميتة { وَلاَ عَادٍ } قاطع الطريق ويقال متعمد للأكل بغير الضرورة { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } بأكل الميتة عند الضرورة { رَّحِيمٌ } إذ رخص له الأكل عند الضرورة { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ } لا تقولوا بألسنتكم الكذب { هَـٰذَا } يعني الحرث والأنعام { حَلاَلٌ } على الرجال { وَهَـٰذَا حَرَامٌ } على النساء { لِّتَفْتَرُواْ } لتختلقوا { عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } بذلك { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ } يختلقون { عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } لا ينجون ولا يأمنون من عذاب الله { مَتَاعٌ قَلِيلٌ } عيشهم في الدنيا قليل { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع في الآخرة { وَعَلَىٰ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } مالوا عن الإسلام يعني اليهود { حَرَّمْنَا } عليهم { مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ } ما سمينا لك { مِن قَبْلُ } من قبل هذه السورة في سورة الأنعام { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ } بما حرمنا عليهم من الشحوم واللحوم { وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } يضرون أي بذنوبهم حرم الله عليهم.