الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ ٱلْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ لِيُثَبِّتَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } * { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { إِنَّمَا يَفْتَرِي ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } * { مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْحَيَاةَ ٱلْدُّنْيَا عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ } * { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ قُلْ } لهم يا محمد { نَزَّلَهُ } يعني نزل القرآن وإنما شدده لكثرة نزوله { رُوحُ ٱلْقُدُسِ } جبريل المطر { مِن رَّبِّكَ } يا محمد { بِٱلْحَقِّ } بالناسخ والمنسوخ { لِيُثَبِّتَ } ليطيب ويطمئن إليه قلوب { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَهُدًى } من الضلالة { وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ } بالجنة { وَلَقَدْ نَعْلَمُ } يا محمد { أَنَّهُمْ } يعني كفار مكة { يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ } يعني القرآن { بَشَرٌ } جبر ويسار { لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ } يميلون ويشبهون وينسبون إليه { أَعْجَمِيٌّ } عبراني { وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ } يقول القرآن على مجرى لغة العربية { مُّبِينٌ } بلغة يعلمونها { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد عليه السلام والقرآن { لاَ يَهْدِيهِمُ ٱللَّهُ } لدينه من لم يكن أهلاً لدينه ويقال لا يهديهم إلى الحجة ولا ينجيهم من النار { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع { إِنَّمَا يَفْتَرِي } يختلق { ٱلْكَذِبَ } على الله { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَأُوْلـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } على الله { مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ } بالله فعليه غضب من الله { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ } إلا من أجبر على الكفر { وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِٱلإِيمَانِ } معتقد على الإيمان نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر { وَلَـٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً } تكلم بالكفر طائعاً { فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ ٱللَّهِ } سخط من الله { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } شديد أشد مما يكون في الدنيا نزلت هذه الآية في عبد الله بن سعد بن أبي سرح { ذٰلِكَ } العذاب { بِأَنَّهُمُ ٱسْتَحَبُّواْ ٱلْحَيَاةَ } اختاروا { ٱلْدُّنْيَا عَلَىٰ ٱلآخِرَةِ } والكفر على الإيمان { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لدينه ولا ينجي من عذابه { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } من لم يكن أهلاً لذلك { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ } ختم الله { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } عن أمر الآخرة تاركون لها ويقال غافلون عن التوحيد جاحدون به { لاَ جَرَمَ } حقاً يا محمد { أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ } المغبونون نزلت في المستهزئين { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ } من مكة إلى المدينة { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } عذبوا عذبهم أهل مكة عمار بن ياسر وأصحابه { ثُمَّ جَاهَدُواْ } العدو في سبيل الله { وَصَبَرُواْ } مع محمد صلى الله عليه وسلم على المرازي { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } من بعد الهجرة { لَغَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } بهم.