الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوۤاْ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } * { وَٱلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ } * { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } * { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } * { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ }

وبإسناده عن ابن عباس قال لما نزل قولهاقْتَرَبَ للنَّاس حِسَابهمْ } [الأنبياء: 1] إلى آخر الآية وقولهاقْتَرَبَتْ السَّاعَة } [القمر: 1] إلى آخر الآية فمكثوا على ذلك ما شاء الله أن يمكثوا ولم يتبين لهم شيء فقالوا يا محمد متى يأتينا ما تعدنا من عذاب فأنزل الله { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } أتى عذاب الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً فقام لا يشك أن العذاب قد أتى فقال الله { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } بالعذاب فجلس النبي صلى الله عليه وسلم { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { وَتَعَالَىٰ } ارتفع وتبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } به من الأوثان { يُنَزِّلُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } يعني جبريل ومن معه من الملائكة { بِٱلْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ } بالنبوة والكتاب بأمره { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } يعني محمداً وغيره من الأنبياء { أَنْ أَنْذِرُوۤاْ } خوفوا بالقرآن واقرؤوا حتى يقولوا { أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱتَّقُونِ } فأطيعوني ووحدوني { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } للحق ويقال للزوال والفناء { تَعَالَىٰ } تبرأ { عَمَّا يُشْرِكُونَ } من الأوثان { خَلَقَ ٱلإِنْسَانَ } أبيّ بن خلف الجمحي { مِن نُّطْفَةٍ } منتنة { فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } جدل بالباطل { مُّبِينٌ } ظاهر الجدال لقولهمن يحيي العظام وهي رميم } [يس: 78] { وَٱلأَنْعَامَ } يعني الإبل { خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } الإدفاء من الأكسية وغيرها { وَمَنَافِعُ } في ظهورها وألبانها { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } من لحومها تأكلون { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } منظر حسن { حِينَ تُرِيحُونَ } من الرعي { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } إلى الرعي { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } أمتعتكم وزادكم { إِلَىٰ بَلَدٍ } يعني مكة { لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } إلا بتعب النفس { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ } بمن آمن { رَّحِيمٌ } بتأخير العذاب عنكم { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ } يقول خلق الخيل البغال والحمير { لِتَرْكَبُوهَا } في سبيل الله { وَزِينَةً } لكم فيها منظر حسن { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } يقول خلق من الأشياء ما لا تعملون مما لم يسمه لكم { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } هداية الطريق في البر والبحر { وَمِنْهَا } من الطريق { جَآئِرٌ } مائل لا يهتدى به { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } إلى الطريق في البحر والبر ويقال { وَعَلَىٰ ٱللَّهِ قَصْدُ ٱلسَّبِيلِ } الهدى إلى التوحيد { وَمِنْهَا } من الأديان { جَآئِرٌ } مائل ليس بعادل مثل اليهودية والنصرانية والمجوسية { وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } لدينه { هُوَ ٱلَّذِي أَنْزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَآءً } مطراً { لَّكُم مَّنْهُ شَرَابٌ } ما يستقر في الأرض في الركايا والغدران { وَمِنْهُ شَجَرٌ } به ينبت الشجر والنبات { فِيهِ تُسِيمُونَ } ترعون أنعامكم.