الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ } * { وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } * { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } * { وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } * { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } * { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ } * { سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ } * { لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

{ مُهْطِعِينَ } مسرعين قاصدين ناظرين إلى الداعي { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } مطاطئي رؤوسهم ويقال رافعي رؤوسهم ويقال مادي أعناقهم { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } لا يرجع إليهم أبصارهم من الهول و الفزع { وَأَفْئِدَتُهُمْ } قلوبهم { هَوَآءٌ } خالية من كل خير ويقال لا عائدة ولا خارجة { وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ } خوف أهل مكة بالقرآن { يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ } من يوم يأتيهم العذاب وهو يوم بدر ويقال يوم القيامة { فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أشركوا { رَبَّنَآ } يا ربنا { أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } مثل أجل الدنيا { نُّجِبْ دَعْوَتَكَ } إلى التوحيد { وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ } نطع الرسل بالإجابة فيقول الله لهم { أَوَلَمْ تَكُونُوۤاْ أَقْسَمْتُمْ } حلفتم { مِّن قَبْلُ } من قبل هذا في الدنيا { مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } من الدنيا ولا بعث { وَسَكَنتُمْ } نزلتم { فِي مَسَـٰكِنِ } في منازل { ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } بالشرك والتكذيب فلم يتعظوا بهلاكهم { وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ } في الدنيا { وَضَرَبْنَا } بينا { لَكُمُ ٱلأَمْثَالَ } في القرآن من كل وجه من الوعد والوعيد والرحمة والعذاب { وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ } صنعوا صنيعهم بالتكذيب بالرسل { وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ } عقوبة صنيعهم { وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ } لكي تخر منه الجبال إن قرأت بخفض اللام الأولى ونصب اللام الأخرى ويقال وإن كان مكرهم وقد كان مكرهم مكر نمروذ الجبار لتزول منه الجبال لتخر منه الجبال حيث سمع دوي التابوت والنسور إن قرأت بنصب اللام الأولى ورفع اللام الأخرى { فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ } لرسله بنجاتهم وهلاك أعدائهم { إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ } في ملكه وسلطانه { ذُو ٱنْتِقَامٍ } ذو نقمة من أعدائه في الدنيا والآخرة { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ } أي في يوم تغير الأرض { غَيْرَ ٱلأَرْضِ } على حال سوى هذه الحال وتبديلها أن يزاد فيها وينقص منها ويسوى جبالها وأوديتها ويقال تبدل الأرض غير هذه الأرض { وَٱلسَّمَاوَاتُ } مطويات بيمينه { وَبَرَزُواْ لِلَّهِ } خرجوا وظهروا لله { ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } لخلقه بالموت { وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ } المشركين { يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { مُّقَرَّنِينَ } مسلسلين ويقال مقيدين { فِي ٱلأَصْفَادِ } في القيود مع الشياطين { سَرَابِيلُهُم } قمصهم { مِّن قَطِرَانٍ } من نار سوداء كالقطران ويقال من قطران من صفر حار قد انتهى حره { وَتَغْشَىٰ } تعلو { وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ لِيَجْزِيَ ٱللَّهُ } وهذا مقدم ومؤخر يقول وبرزوا لله الواحد القهار ليجزي الله { كُلَّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة { مَّا كَسَبَتْ } من الخير والشر { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } شديد العقاب ويقال إذا حاسب فحسابه سريع { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ } أبلغهم عن الله ويقال بيان لهم بالأمر والنهي والوعد الوعيد والحلال والحرام { وَلِيُنذَرُواْ بِهِ } لكي يخوفوا بالقرآن { وَلِيَعْلَمُوۤاْ } لكي يعلموا ويقروا { أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } بلا ولد ولا شريك { وَلِيَذَّكَّرَ } ولكي يتعظ بالقرآن { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } ذوو العقول من الناس.