الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } * { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } * { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } * { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ }

{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ } هكذا أنزلنا جبرائيل بالقرآن { حُكْماً } القرآن كله حكم الله { عَرَبِيّاً } على مجرى لغة العربية { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم } دينهم وقبلتهم { بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } البيان بدين إبراهيم وقبلته { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } قريب ينفعك { وَلاَ وَاقٍ } لا مانع يمنعك { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ } كما أرسلناك { وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً } أكثر من أزواجك مثل داود وسليمان { وَذُرِّيَّةً } أكثر من ذريتك مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب نزلت هذه الآية في شأن اليهود لقولهم لو كان محمد نبياً لشغلته النبوة عن التزوج { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ } بعلامة { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بأمر الله { لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ } لكل كتاب أجل مهلة مقدم ومؤخر { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } من ديوان الحفظة ما لا ثواب ولا عقاب له { وَيُثْبِتُ } يترك ما له الثواب والعقاب { وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } أصل الكتاب يعني اللوح المحفوظ لا يزاد فيه ولا ينقص منه { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب في حياتك { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } نقبضنك قبل أن نريك { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ } التبليغ عن الله { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } الثواب والعقاب { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } ينظروا أهل مكة { أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ } نأخذ الأرض { نَنقُصُهَا } نفتحها لمحمد صلى الله عليه وسلم { مِنْ أَطْرَافِهَا } من نواحيها ويقال هو موت العلماء { وَٱللَّهُ يَحْكُمُ } بفتح البلدان وموت العلماء { لاَ مُعَقِّبَ } لا مغير { لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } شديد العقاب ويقال إذا حاسب فحسابه سريع { وَقَدْ مَكَرَ } صنع { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من قبل أهل مكة مثل نمروذ بن كنعان بن سنجاريب بن كوش وأصحابه { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } عند الله عقوبة مكرهم جميعاً { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ } يعلم الله ما تكسب { كُلُّ نَفْسٍ } برة أو فاجرة من خير أو شر { وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ } يعني اليهود وسائر الكفار { لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } يعني الجنة ويقال الدولة يوم بدر ولمن تكون مكة { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن اليهود وغيرهم { لَسْتَ مُرْسَلاً } من الله يا محمد وإلا فائتنا بشهيد يشهد لك فقال الله { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } بأني رسوله وهذا القرآن كلامه { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } يعني عبد الله بن سلام وأصحابه إن قرأت بالنصب ويقال هو آصف بن برخيا لقوله تعالىقال الذي عنده علم من الكتاب } ومن عنده من عند الله علم الكتاب تبيان القرآن إن قرأت بالخفض وهو الكتاب الذي أنزلناه إليك.