{ وَلَقَدِ ٱسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ } استهزأ بهم قومهم كما استهزأ بك قومك قريش { فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } فأمهلت للذين كفروا بعد الاستهزاء { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } انظر كيف كان تعييري عليهم بالعذاب { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ } يقول الله قائم على حفظ كل نفس { بِمَا كَسَبَتْ } من الخير والشر والرزق والدفع { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ } وصفوا لله { شُرَكَآءَ } من الآلهة يعبدونها { قُلْ } لهم يا محمد { سَمُّوهُمْ } سموا منفعتهم وتدبيرهم إن كان لهم شركة مع الله { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ } أتخبرونه { بِمَا لاَ يَعْلَمُ } بما يعلم أن ليس { فِي ٱلأَرْضِ } أحد ينفع ويضر من دون الله { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } بل بباطل من القول والزور والكذب عبدوهم { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { مَكْرُهُمْ } قولهم وفعلهم { وَصُدُّواْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } صرفوا عن الدين { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } عن دينه { فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } من موفق { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بالقتل يوم بدر { وَلَعَذَابُ ٱلآُخِرَةِ أَشَقُّ } أشد من عذاب الدنيا { وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَاقٍ } من مانع وملجأ يلجؤون إليه { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } صفة الجنة { ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت شجرها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { أُكُلُهَا دَآئِمٌ } ثمرها دائم لا يفنى { وِظِلُّهَا } دائم لا خلل فيه { تِلْكَ } الجنة { عُقْبَىٰ } مأوى { ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } الكفر والشرك والفواحش { وَّعُقْبَى } مأوى { ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ } أعطيناهم { ٱلْكِتَابَ } علم التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه { يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ } من ذكر الرحمن { وَمِنَ ٱلأَحْزَابِ } يعني اليهود { مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ } بعض القرآن سوى سورة يوسف وذكر الرحمن ويقال من الأحزاب يعني كفار مكة وغيرهم من ينكر بعضه بعض القرآن ما فيه ذكر الرحمن { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ } مخلصاً { وَلاۤ أُشْرِكَ بِهِ } شيئاً { إِلَيْهِ أَدْعُو } خلقه { وَإِلَيْهِ مَآبِ } مرجعي في الآخرة.