الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ } * { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ إِذَا ٱنْقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } * { قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } * { قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } * { وَقَالَ يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } * { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ } سنطلبه من أبيه ونغري أباه { وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ } لضامنون أنا سنجيء به { وَقَالَ } يوسف { لِفِتْيَانِهِ } لخدامه { ٱجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ } دسوا دراهمهم { فِي رِحَالِهِمْ } في جواليقهم كي لا يعلمون { لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ } لكي يعرفوا هذه الكرامة مني ويقال لكي يعرفوا أنها دراهمهم فيردوها لي { إِذَا ٱنْقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ } إذا رجعوا إلى أبيهم { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } مرة أخرى { فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ } بكنعان { قَالُواْ يَٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } فيما يستقبل إن لم ترسل معنا بنيامين { فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا } بنيامين { نَكْتَلْ } يشتر لنفسه حملاً ويقال نشتر له حملاً إن قرأت بالنون { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ضامنون برده إليك { قَالَ } لهم يعقوب { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ } على بنيامين { إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِن قَبْلُ } من قبل يوسف يقول هل أقدر أن آخذ عليكم العهد والميثاق أكثر مما أخذت عليكم في يوسف { فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً } منكم { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } وهو أرحم به من والديه ومن إخوته { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ } جواليقهم { وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ } دراهمهم ثمن طعامهم { رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } مع طعامهم { قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي } ما نكذب بما قلنا من إحسان الرجل ولطفه بنا ما طلبنا هذا منه { هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا } دراهمنا التي أعطيناه ثمن الطعام { رُدَّتْ إِلَيْنَا } مع الطعام وهذا من إحسانه إلينا قال لهم أبوهم بل جربكم الرجل بهذا ردوا هذه الدراهم إليه { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا } نمتار أهلنا { وَنَحْفَظُ أَخَانَا } في الذهاب والمجيء بنيامين { وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ } وقر بعير إذ كان هو معنا { ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } حمل يسير نعطي بسببه ويقال هذا أمر يسير وحاجة هينة نطلب منك { قَالَ } لهم أبوهم { لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ } بهذه المقالة { حَتَّىٰ تُؤْتُونِ } تعطوني { مَوْثِقاً } عهداً { مِّنَ ٱللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } لتردنه عليَّ { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } إلا أن ينزل عليكم أمر من السماء ويقال إلا أن يصيبكم أمر من السماء أو من الأرض { فَلَمَّآ آتَوْهُ } أعطوا أباهم { مَوْثِقَهُمْ } عهودهم من الله على رده إلى أبيهم { قَالَ } يعقوب { ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } شهيد ويقال كفيل { وَقَالَ } لهم { يٰبَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ } من سكة واحدة { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } من سكك مختلفة { وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } من قضاء الله فيكم { مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ } ما الحكم بالقضاء فيكم { إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } اتكلت وفوضت أمري وأمركم إليه { وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } فليثق الواثقون ويقال على المؤمنين أن يتوكلوا على الله وكان خاف عليهم يعقوبَ من العين لأنهم كانوا صباح الوجوه جمالاً فمن ذلك خالف عليهم { وَلَمَّا دَخَلُواْ } مصر { مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ } كما أمرهم { أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ } من قضاء الله فيهم { مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً } حزازة { فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ } في قلب يعقوب { قَضَاهَا } أبداها { وَإِنَّهُ } يعني يعقوب { لَذُو عِلْمٍ } حفظ { لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } من الذي علمناه من الأحكام والحدود والقضاء والقدر علم أنه لا يكون إلا ما قضى الله { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } أهل مصر { لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ولا يصدقون.