الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ } * { وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ إِنَّ ٱلنَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِٱلسُّوۤءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ } * { قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } * { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَآءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَشَآءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } * { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ٱئْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } * { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ }

قال يوسف { ذٰلِكَ لِيَعْلَمَ } العزيز { أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ } في امرأته { بِٱلْغَيْبِ } إذا غاب عني { وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي } لا يصوب ولا يرضى { كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ } عمل الزانين فقال له جبريل عليه السلام ولا حين هممت بها يا يوسف فقال يوسف { وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ } قلبي من الهم { إِنَّ ٱلنَّفْسَ } يعني القلب { لأَمَّارَةٌ } للجسد { بِٱلسُّوۤءِ } بالقبيح من العمل { إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيۤ } عصم ربي { إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ } متجاوز { رَّحِيمٌ } لما هممت { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي } أخصه لنفسي دون العزيز { فَلَمَّا كَلَّمَهُ } بعد ما جاء إليه وفسر رؤياه { قَالَ } له الملك { إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا } عندنا { مِكِينٌ } لك قدر ومنزلة { أَمِينٌ } بالأمانة ويقال بما وليتك { قَالَ ٱجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ } على خراج مصر { إِنِّي حَفِيظٌ } بتقديرها { عَلِيمٌ } بساعة الجوع حين يقع ويقال حفيظ لما وليتني عليم بجميع ألسن الغرباء الذين يأتونك { وَكَذٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ } هكذا مكنا يوسف { فِي ٱلأَرْضِ } أرض مصر { يَتَبَوَّأُ } ينزل { مِنْهَا } فيها { حَيْثُ يَشَآءُ } يريد { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا } نخص برحمتنا النبوة والإسلام { مَن نَشَآءُ } من كان أهلاً لذلك { وَلاَ نُضِيعُ } لا نبطل { أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ثواب المؤمنين المحسنين بالقول والفعل { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ } ثواب الآخرة { خَيْرٌ } من ثواب الدنيا { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله وجملة الكتب والرسل { وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } الكفر والشرك والفواحش { وَجَآءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ } إلى مصر وهم عشرة { فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ } على يوسف { فَعَرَفَهُمْ } يوسف أنهم إخوته { وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } لا يعرفون أنه أخوهم يوسف { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } كال لهم كيلهم { قَالَ ٱئْتُونِي بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ } كما قلتم إن لنا أخاً من أبينا عند أبينا { أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّيۤ أُوفِي ٱلْكَيْلَ } أوفر الكيل ويقال بيدي كيل الطعام { وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } أفضل المضيفين { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ } بأخيكم من أبيكم { فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي } فيما تستقبلون { وَلاَ تَقْرَبُونِ } مرة أخرى.