الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } * { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } * { قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ قَالَ ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ } * { قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

{ قَالُوۤاْ } يعني العرافين والكهنة والسحرة { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } هذه أباطيل أحلام كاذبة مختلفة { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ } يقول بتعبير رؤيا الأحلام { بِعَالِمِينَ وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا } من السجن والقتل وهو الساقي { وَٱدَّكَرَ } تذكر يوسف { بَعْدَ أُمَّةٍ } سبع سنين ويقال بعد النسيان إن قرأت بالهاء { أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ } قال للملك أنا أخبرك بتعبير الرؤيايٰأَيُها الملأ } [يوسف: 43] { فَأَرْسِلُونِ } إلى السجن فإن فيه رجلاً ووصف علمه وحلمه وإحسانه إلى أهل السجن وصدقه بتأويل الرؤيا فأرسله فجاءه فقال ليوسف يا { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ } الصادق في تعبير الرؤيا الأولى { أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ } خرجن من نهر { يَأْكُلُهُنَّ } يبتلعهن { سَبْعٌ عِجَافٌ } هزال هالكات { وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } التوين على الخضر وغلبن خضرتهن { لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ } إلى الملك { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } لكي يعلموا رؤيا الملك فقال يوسف نعم أما السبع بقرات السمان فهن سبع سنين مخصبة وأما السبع سنبلات الخضر فهو الخصب والرخص في السنين المخصبة وأما السبع بقرات الهزال الهالكات فهي سبع سنين مجدبة وأما السبع سنبلات اليابسات فهوة القحط والغلاء في السنين المجدبة ثم علمهم يوسف كيف يصنعون.

{ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ } المخصبة { دَأَباً } دائماً كل عام { فَمَا حَصَدتُّمْ } من الزرع { فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ } في كوافره ولا تدوسوه لأنه أبقى له { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ } يقول بقدر ما تأكلون { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } من بعد السنين المخصبة { سَبْعٌ شِدَادٌ } سبع سنين قحطة { يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ } ما رفعتم لهن للسنين المجدبة في السنين المخصبة { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } تحرزون { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } من بعد السنين المجدبة { عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ } أهل مصر بالطعام والمطر { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } الكروم والأدهان والزيت فرجع الرسول وأخبر الملك بذلك { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ } بيوسف { فَلَمَّا جَآءَهُ ٱلرَّسُولُ } وهو الساقي إلى يوسف فقال إن الملك يدعوك { قَالَ } له يوسف { ٱرْجِعْ إِلَىٰ رَبِّكَ } إلى سيدك الملك { فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ ٱلنِّسْوَةِ } يقول قل للملك حتى يسأل عن خبر النسوة { ٱللاَّتِي قَطَّعْنَ } خدشن وخمشن { أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي } سيدي { بِكَيْدِهِنَّ } بمكرهن وصنيعهن { عَلِيمٌ } فرجع الرسول وأخبر الملك فجمع الملك هؤلاء النسوة كلهن وكن أربع نسوة امرأة ساقيه وامرأة صاحب مطبخه وامرأة صاحب دوابه وامرأة صاحب سجنه وامرأة العزيز أيضاً ولم يكن في مصر أعظم منهن دون الملك { قَالَ } لهن الملك { مَا خَطْبُكُنَّ } ما شأنكن وما حالكن { إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ } معاذ الله { مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ } ما رأينا منه { مِن سُوۤءٍ } من قبيح { قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ } الآن تبين الحق ليوسف ويقال الآن خبر الصدق { أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ } أنا دعوته إلى نفسي { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } في قوله إنه لم يراودني.