الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } * { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } * { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يٰأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } * { قَالَ يٰبُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ } * { إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { الۤر } يقول أنا الله أرى ما تقولون وما تعملون وأن ما يقرأ عليكم محمد صلى الله عليه وسلم هو كلامي ويقال قسم أقسم به { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } إن هذه السورة آيات القرآن المبين الحلال والحرام والأمر والنهي { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً } يقول إنا أنزلنا جبريل بالقرآن على محمد على مجرى اللغة العربية { لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لكي تعقلوا ما أمرتم به وما نهيتم عنه { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ } نبين لك { أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } أحسن الخبر من أخبار يوسف وإخوته { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } بالذي أوحينا إليك جبريل به { هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ } في هذا القرآن { وَإِن كُنتَ } وقد كنت { مِن قَبْلِهِ } من قبل نزول جبريل عليك بالقرآن { لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } عن خبر يوسف وإخوته { إِذْ قَالَ } قد قال { يُوسُفُ لأَبِيهِ يَٰأَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ } في منام النهار { أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً } نزلن من أماكنهن وسجدن لي سجدة التحية وهم إخوته أحد عشر أخاً { وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } يقول رأيت الشمس والقمر نزلا من أمكنتهما وسجدا لي سجدة التحية وهما أبواه راحيل ويعقوب { قَالَ } يعقوب ليوسف في السر { يَٰبُنَيَّ } إذا رأيت رؤيا بعد هذا { لاَ تَقْصُصْ } لا تخبر { رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ } لإخوتك { فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً } فيحتالوا لك حيلة يكون فيها هلاكك { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ } لبني آدم { عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ظاهر العداوة يحملهم على الحسد { وَكَذٰلِكَ } هكذا { يَجْتَبِيكَ } يصطفيك { رَبُّكَ } بالنبوة { وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } من تعبير الرؤيا { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } بالنبوة والإسلام أي يميتك على ذلك. { وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ } بك ويتم نعمته على أولاد يعقوب بك { كَمَآ أَتَمَّهَآ } نعمته بالنبوة والإسلام { عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ } من قبلك { إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ } بنعمته { حَكِيمٌ } بإتمامها ويقال عليم برؤياك حكيم بما يصيبك { لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ } في خبر يوسف { وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ } عبرات { لِّلسَّائِلِينَ } عن خبرهم نزلت هذه الآية في حبر من اليهود { إِذْ قَالُواْ } إخوة يوسف بعضهم لبعض { لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ } بنيامين { أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا } آثر عنده { مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } عشرة { إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } في خطأ بين في حب يوسف واختياره علينا ثم قال بعضهم لبعض.