الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } * { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } * { وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ } * { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ } * { قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }

{ وَيَٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ } أي أتموا الكيل والوزن { بِٱلْقِسْطِ } بالعدل { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } لا تنقصوا حقوق الناس بالكيل والوزن { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } لا تعملوا في الأرض بالفساد وبعبادة الأوثان ودعاء الناس إليها وبخس الكيل والوزن { بَقِيَّتُ ٱللَّهِ } ثواب الله على وفاء الكيل والوزن { خَيْرٌ لَّكُمْ } ويقال ما يبقي الله لكم من الحلال خير لكم مما تبخسون بالكيل والوزن { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } مصدقين بما أقول لكم { وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } بكفيل أحفظكم لأنه لم يكن مأموراً بقتالهم { قَالُواْ يَٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ } كثرة صلواتك { تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ } من الأوثان { أَوْ أَن نَّفْعَلَ } لا نفعل { فِيۤ أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } من البخس في الكيل والوزن { إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ } السفيه الضال استهزاء به { قَالَ يَٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ } يقول إني { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي } على بيان نزل من ربي { وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً } أكرمني بالبنوة والإسلام وأعطاني مالاً حلالاً { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ } يقول ما أريد أن أفعل ما أنهاكم عنه من البخس في الكيل والوزن { إِنْ أُرِيدُ } ما أريد { إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ } العدل بالكيل والوزن { مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ } بوفاء الكيل والوزن { إِلاَّ بِٱللَّهِ } من الله { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } فوضت أمري إليه { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أقبل { وَيَٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ } لا يحملنكم { شِقَاقِيۤ } بغضي وعداوتي حتى لا تؤمنوا ولا توفوا بالكيل والوزن { أَن يُصِيبَكُم } فيصيبكم { مِّثْلُ مَآ أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ } يعني عذاب قوم نوح من الغرق والطوفان { أَوْ قَوْمَ هُودٍ } الهلاك بالريح { أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ } الصيحة { وَمَا قَوْمُ لُوطٍ } ما خبر قوم لوط { مِّنكُم بِبَعِيدٍ } قد بلغكم ما أصابهم { وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } وحدوا ربكم { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } أقبلوا إليه بالتوبة والإخلاص { إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ } بعبادة المؤمنين { وَدُودٌ } متودد إليهم بالمغفرة والثواب ويقال محب لهم ويجبهم إلى الخلق ويقال يحبب إليهم طاعته { قَالُواْ يَٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ } ما نعقل { كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ } مما تأمرنا { وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً } ضرير البصر { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ } قومك { لَرَجَمْنَاكَ } لقتلناك { وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } كريم.