الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } * { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } * { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ قَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } * { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ } * { وَٱمْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } * { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ } * { قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ } * { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ } * { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } * { يَٰإِبْرَٰهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ }

{ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا } عذابنا { نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ } بنعمة { مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ } من عذاب يومئذ { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ } بنجاة أوليائه { ٱلْعَزِيزُ } بنقمة أعدائه { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { ٱلصَّيْحَةُ } العذاب { فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ } مساكنهم { جَاثِمِينَ } ميتين لا يتحركون أي صاروا رماداً { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ } كأن لم يكونوا في الأرض قط { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ } قوم صالح { كَفرُواْ رَبَّهُمْ } كفروا بربهم { أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } لقوم صالح من رحمة الله { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ } جبريل ومن معه من الملائكة اثنا عشر ملكاً { إِبْرَاهِيمَ } إلى إبراهيم { بِٱلْبُـشْرَىٰ } بالبشارة له بالولد { قَالُواْ سَلاَماً } سلموا على إبراهيم حين دخلوا عليه { قَالَ سَلاَمٌ } رد عليهم السلام وإن قرأت سلم يقول أمري سلم من السلامة { فَمَا لَبِثَ } مكث إبراهيم { ن جَآءَ بِعِجْلٍ } سمين { حَنِيذٍ } مشوي فوضعه بين أيديهم { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ } إلى طعامه لأنهم لم يحتاجوا إلى طعام { نَكِرَهُمْ } أنكر منهم ذلك { وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } وقع في نفسه خوفاً منهم وظن أنهم لصوص حيث لم يأكلوا من طعامه فلما علموا خوفه { قَالُواْ لاَ تَخَفْ } منا يا إبراهيم { إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ } لنهلكهم { وَٱمْرَأَتُهُ } سارة { قَآئِمَةٌ } بالخدمة { فَضَحِكَتْ } نعجبت من خوف إبراهيم من أضيافه { فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ } ولد الولد فضحكت فحاضت مقدم ومؤخر { قَالَتْ يَٰوَيْلَتَىٰ ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ } بنت ثمان وتسعين سنة للعجوز الكبير ولد كيف هذا { وَهَـٰذَا بَعْلِي } زوجي إبراهيم { شَيْخاً } ابن تسع وتسعين سنة { إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ } عجب { قَالُوۤاْ } لها { أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } من قدرة الله { رَحْمَةُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ } سعاداته { عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } يا أهل بيت إبراهيم { إِنَّهُ حَمِيدٌ } بأعمالكم { مَّجِيدٌ } كريم يكرمكم بولد صالح { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ ٱلرَّوْعُ } الخوف { وَجَآءَتْهُ ٱلْبُشْرَىٰ } البشارة بالولد { يُجَادِلُنَا } يخاصمنا { فِي قَوْمِ لُوطٍ } في هلاك قوم لوط { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ } عن الجهل { أَوَّاهٌ } رحيم { مُّنِيبٌ } مقبل إلى الله { يَٰإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَآ } عن جدالك { إِنَّهُ قَدْ جَآءَ أَمْرُ رَبَّكَ } عذاب ربك بهلاك قوم لوط { وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ } يأتيهم { عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ } غير مصروف عنهم.