الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا فَٱصْبِرْ إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ } * { يٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } * { قَالُواْ يٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } * { إِن نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوۤءٍ قَالَ إِنِّيۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوۤاْ أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } * { مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } * { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }

{ تِلْكَ } هذه { مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } من أخبار الغائب عنك { نُوحِيهَآ إِلَيْكَ } نرسل جبريل إليك يا محمد بأخبار الأمم الماضية { مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ } يعني أخبار الأمم { أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا } القرآن { فَٱصْبِرْ } يا محمد على أذاهم وتكذيبهم إياك { إِنَّ ٱلْعَاقِبَةَ } آخر الأمر بالنصرة والجنة { لِلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش { وَإِلَىٰ عَادٍ } وأرسلنا إلى عاد { أَخَاهُمْ } نبيهم { هُوداً قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وحدوا الله { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } غير الذي آمركم أن تؤمنوا به { إِنْ أَنتُمْ } ما أنتم بعبادة الأوثان { إِلاَّ مُفْتَرُونَ } كاذبون على الله لم يأمركم بعبادتها { يَٰقَوْمِ لاۤ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } على التوحيد { أَجْراً } جعلا { إِنْ أَجْرِيَ } ما ثوابي { إِلاَّ عَلَى ٱلَّذِي فَطَرَنِيۤ } خلقني { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أفلا تصدقون أفليس لكم ذهن الإنسانية { وَيَٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ } وحدوا ربكم { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } أقبلوا إليه بالتوبة والإخلاص { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } مطراً دائماً دريراً كلما تحتاجون إليه { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ } شدة إلى شدتكم بالمال والبنين { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ } عن الإيمان والتوبة { مُجْرِمِينَ } مشركين بالله { قَالُواْ يَٰهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ } ببيان ما تقول { وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِيۤ آلِهَتِنَا } عبادة آلهتنا { عَن قَوْلِكَ } بقولك { وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } بمصدقين بالرسالة { إِن نَّقُولُ } ما نقول فيما ننهاك عنه { إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ } يصيبك { بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوۤءٍ } بخبل لأنك تشتمها { قَالَ إِنِّيۤ أُشْهِدُ ٱللَّهَ وَٱشْهَدُوۤاْ أَنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ } بالله من الأوثان وما تعبدونها { مِن دُونِهِ } من دون الله { فَكِيدُونِي } فاعملوا في هلاكي أنتم وآلهتكم { جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } لا تؤجلون { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ } فوضت أمري إليه { رَبِّي } خالقي ورازقي { وَرَبِّكُمْ } خالقكم ورازقكم { مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ } يميتها ويحييها ويقال في قبضته يفعل ما يشاء { إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } عليه ممر الخلق ويقال يدعو الخلق إلى صراط مستقيم دين قائم يرضاه وهو الإسلام.