الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } * { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ } * { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } * { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَآ أُنزِلَ بِعِلْمِ ٱللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ }

{ وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ ٱلْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } إلى وقت معلوم يوم بدر { لَّيَقُولُنَّ } يعني أهل مكة { مَا يَحْبِسُهُ } عنا غدا استهزاء به { أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ } العذاب { لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ } لا يصرف عنهم العذاب { وَحَاقَ } دار ووجب ونزل { بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } عذاب ما كانوا به يستهزئون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ } يعني الكافر { مِنَّا رَحْمَةً } نعمة { ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ } أخذناها منه { إِنَّهُ لَيَئُوسٌ } يصير آيس شيء وأقنط شيء من رحمة الله { كَفُورٌ } كافر بنعمة الله لا يشكر { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ } أصبناه يعني الكافر { نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ } شدة أصابته { لَيَقُولَنَّ } يعني الكافر { ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ } الشدة { عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ } بطر { فَخُورٌ } بنعمة الله غير شاكر { إِلاَّ } محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } على الإيمان { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم فإنهم لا يفعلون ذلك ولكن يصبرون بالشدة ويشكرون بالنعمة { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم في الدنيا { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } ثواب عظيم في الجنة { فَلَعَلَّكَ } يا محمد { تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ } أمر لك في القرآن من تبليغ الرسالة وسب آلهتهم وعيبها.

{ وَضَآئِقٌ بِهِ } ما أمرت { صَدْرُكَ } قلبك { أَن يَقُولُواْ } بما يقول كفار مكة { لَوْلاَ أُنزِلَ } هلا أنزل { عَلَيْهِ } على محمد { كَنزٌ } مال من السماء فيعيش به { أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ } يشهد له { إِنَّمَآ أَنتَ } يا محمد { نَذِيرٌ } رسول مخوف { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من مقالتهم وعذابهم { وَكِيلٌ } كفيل ويقال شهيد { أَمْ يَقُولُونَ } بل يقول كفار مكة { ٱفْتَرَاهُ } اختلق محمد القرآن من تلقاء نفسه فأتى به { قُلْ } لهم يا محمد { فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ } مثل سور القرآن مثل سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة ويونس وهود { مُفْتَرَيَاتٍ } مختلقات من تلقاء أنفسكم { وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } استعينوا بمن عبدتم { مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أن محمداً صلى الله عليه وسلم يختلقه من تلقاء نفسه فسكتوا عن ذلك فقال الله { فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ } لم يجبك الظلمة { فَٱعْلَمُوۤاْ } يا معشر الكفار { أَنَّمَآ أُنزِلِ } جبريل بالقرآن { بِعِلْمِ ٱللَّهِ } وأمره { وَأَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } مقرون بمحمد عليه الصلاة و السلام والقرآن { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } بعلمه الذي افترض الله عليه { وَزِينَتَهَا } زهرتها { نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ } نوفر لهم ثواب أعمالهم { فِيهَا } في الدنيا { وَهُمْ فِيهَا } في الدنيا { لاَ يُبْخَسُونَ } لا ينقص من ثواب أعمالهم.