الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ ٱلَّيْلِ إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ } * { وَٱصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } * { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } * { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } * { إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } * { وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ }

{ وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أتم الصلاة { طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ } صلاة الغداة والظهر ويقال صلاة الغداة والظهر والعصر { وَزُلَفاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } دخول الليل صلاة المغرب والعشاء { إِنَّ ٱلْحَسَنَاتِ } الصلوات الخمس { يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيِّئَاتِ } يكفرن السيئات دون الكبائر ويقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر { ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ } توبة للتائبين ويقال كفارات لذنوب التائبين نزلت في شأن رجل تمار يقال له أبو اليسر بن عمرو { وَٱصْبِرْ } يا محمد على ما أمرت وعلى أذاهم { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ } لا يبطل { أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ثواب المؤمنين المحسنين بالقول والفعل { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ ٱلْقُرُونِ } يقول لم يكن من القرون الماضية { مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ } من المؤمنين { يَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْفَسَادِ فِي ٱلأَرْضِ } عن الكفر والشرك وعبادة الأوثان وسائر المعاصي { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ } من المؤمنين { وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } اشتغل الذين أشركوا بـ { مَآ أُتْرِفُواْ فِيهِ } بما نعموا فيه في الدنيا من المال { وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ } مشركين { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ } أهل { ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ } منهم { وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقال وما كان ربك ليهلك القرى بظلم منه وأهلها مصلحون مقيمون على الطاعة مستمسكون بها { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً } لجمعهم على ملة واحدة ملة الإسلام { وَلاَ يَزَالُونَ } ولكن لا يزالون { مُخْتَلِفِينَ } في الدين والباطل { إِلاَّ مَن رَّحِمَ } عصم { رَبُّكَ } من الباطل والأديان المختلفة وهم المؤمنون { وَلِذٰلِكَ خَلَقَهُمْ } للرحمة خلق أهل الرحمة وللاختلاف خلق أهل الاختلاف { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } وجب قول ربك { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } من كفار الجن والإنس { أجْمَعِينَ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ } كما بينت لك. { مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ } أخبار الرسل { مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } لكي نطيب به قلبك أنه قد فعل بغيرك من الأنبياء ما فعل بك { وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ } السورة { ٱلْحَقُّ } خبر الحق { وَمَوْعِظَةٌ } من المعاصي { وَذِكْرَىٰ } عظة { لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } بالله وباليوم الآخر وبالملائكة وبالكتب وبالنبيين { ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } على دينكم في منازلكم بهلاكي { إِنَّا عَامِلُونَ } في هلاككم.