الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ } * { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } * { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } * { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } * { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } * { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ } * { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ }

{ فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ } نلقيك على النجاة بدرعك { لِتَكُونَ } لكي تكون { لِمَنْ خَلْفَكَ } من الكفار { آيَةً } عبرة لكي لا يقتدوا بمقالتك ويعلموا أنك لست بإله { وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ } يعني الكفار { عَنْ آيَاتِنَا } عن كتابنا ورسولنا { لَغَافِلُونَ } لجاحدون { وَلَقَدْ بَوَّأْنَا } أنزلنا { بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ } أرضاً كريمة أردن وفلسطين { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } المن والسلوى والغنائم { فَمَا ٱخْتَلَفُواْ } اليهود والنصارى في محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } البيان ما في كتابهم في محمد عليه الصلاة والسلام بنعته وصفته { إِنَّ رَبَّكَ } يا محمد { يَقْضِي بَيْنَهُمْ } بين اليهود والنصارى { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ } في الدين { يَخْتَلِفُونَ } يخالفون { فَإِن كُنتَ } يا محمد { فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } مما أنزلنا جبريل به يعني القرآن { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ } يعني التوراة { مِن قَبْلِكَ } عبد الله بن سلام وأصحابه فلم يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن بذلك شاكاً إنما أراد الله بما قال لقومه { لَقَدْ جَآءَكَ } يا محمد { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ } يعني جبريل بالقرآن من ربك فيه خبر الأولين { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } الشاكين { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } كتاب الله ورسوله { فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } من المغبونين بنفسك { إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ } وجبت { عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } بالعذاب { لاَ يُؤْمِنُونَ } في علم الله { وَلَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ } طلبوا منك فلا يؤمنوا { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } يوم بدر ويوم أحد ويوم الأحزاب { فَلَوْلاَ كَانَتْ } هلا كانت { قَرْيَةٌ آمَنَتْ } أهل قرية آمنت عند نزول العذاب { فَنَفَعَهَآ إِيمَانُهَا } يقول لم ينفع إيمانهم عند نزول العذاب { إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ } نفع إيمانهم { لَمَّآ آمَنُواْ } حين آمنوا { كَشَفْنَا } صرفنا { عَنْهُمْ عَذَابَ ٱلخِزْيِ } الشديد { فِي ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } تركناهم بلا عذاب إلى حين الموت { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ } يا محمد { لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً } جميع الكفار { أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ } تجبر الناس { حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ } كافرة { أَن تُؤْمِنَ } بالله { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بإرادة الله وتوفيقه { وَيَجْعَلُ ٱلرِّجْسَ } يترك التكذيب { عَلَى ٱلَّذِينَ } في قلوب الذين { لاَ يَعْقِلُونَ } توحيد الله نزلت هذه الآية في شأن أبي طالب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إيمانه ولم يرد الله أن يؤمن { قُلِ } لهم يا محمد { ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } من الشمس والقمر والنجوم { وَٱلأَرْضِ } وماذا في الأرض من الشجر والدواب والجبال والبحار كلها آية لكم ثم قال { وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ } الرسل { عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } في علم الله.