الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { وَقَالَ مُوسَىٰ يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } * { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ }

{ فَمَآ آمَنَ } فما صدق { لِمُوسَىٰ } بما جاء به { إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } من قوم فرعون كان آباؤهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل فآمنوا بموسى { عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِمْ } رؤسائهم { أَن يَفْتِنَهُمْ } أن يقتلهم { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ } لمخالف { فِي ٱلأَرْضِ } لدين موسى { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } المشركين { وَقَالَ مُوسَىٰ يَٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } إذ كنتم مسلمين { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } المشركين أي لا تسلطهم علينا فيظنون أنهم على الحق ونحن على الباطل { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } من فرعون وقومه.

{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ } هارون { أَن تَبَوَّءَا } أن اتخذا { لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً } مساجد في جوف في البيت { وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ } مساجدكم { قِبْلَةً } نحو القبلة { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } أتموا الصلوات الخمس { وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بالنصرة والنجاة والجنة { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ } يا ربنا { إِنَّكَ آتَيْتَ } أعطيت { فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ } رؤساءه { زِينَةً } زهرة { وَأَمْوَالاً } كثيرة { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا } يا ربنا { لِيُضِلُّواْ } بذلك عبادك { عَن سَبِيلِكَ } عن دينك وطاعتك { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } واحفظ قلوبهم { فَلاَ يُؤْمِنُواْ } فلن يؤمنوا { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } الغرق { قَالَ } الله لموسى وهارون { قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا } على الإيمان والطاعة لله وتبليغ الرسالة { وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ } دين { ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله، لا يصدقونه يعني فرعون وقومه { وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } عبرنا { ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ } فذهب خلفهم فرعون وجموعه { بَغْياً } في المقالة { وَعَدْواً } أرادوا قتلهم { حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ } ألجمه { ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ } موسى وأصحابه { وَأَنَاْ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } مع المسلمين على دينهم فقال له جبريل { آلآنَ } أن تؤمن بعد الغرق { وَقَدْ عَصَيْتَ } كفرت بالله { قَبْلُ } أي من قبل الغرق { وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ } في أرض مصر بالقتل والشرك والدعاء إلى غير عبادة الله.