الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي ٱلأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } * { قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } * { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ } أشركت بالله { مَا فِي ٱلأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ } لفادت به نفسها من عذاب الله { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ } أخفوا الندامة الرؤساء من السفلة { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } حين رأوا العذاب { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } وبين السفلة { بِٱلْقِسْطِ } والعدل { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم شيء ولا يزاد على سيئاتهم { أَلاۤ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق والعجائب { أَلاَ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } كائن البعث بعد الموت { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } لا يصدقون { هُوَ يُحْيِـي } للبعث { وَيُمِيتُ } في الدنيا { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } بعد الموت { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } يا أهل مكة { قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ } نهي { مِّن رَّبِّكُمْ } مما أنتم فيه { وَشِفَآءٌ } بيان { لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ } من العمى { وَهُدًى } من الضلالة { وَرَحْمَةٌ } من العذاب { لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ } يا محمد لأصحابك { بِفَضْلِ ٱللَّهِ } القرآن الذي أكرمكم به { وَبِرَحْمَتِهِ } الإسلام الذي وفقكم به { فَبِذَلِكَ } بالقرآن والإسلام { فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ } يعني القرآن والإسلام { مِّمَّا يَجْمَعُونَ } مما يجمع اليهود والمشركون من الأموال { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ } ما خلق الله لكم { مِّن رِّزْقٍ } من حرث وأنعام { فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ } فقلتم وفعلتم { حَرَاماً } على النساء منفعتها يعني منفعة البحيرة والسائبة والحام { وَحَلاَلاً } للرجال { قُلْ } لهم يا محمد { ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } أمر ربكم بذلك { أَمْ عَلَى ٱللَّهِ } بل على الله { تَفْتَرُونَ } تختلقون الكذب { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ } يختلقون { عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } ماذا يفعل بهم { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ } منٍّ { عَلَى ٱلنَّاسِ } بتأخير العذاب { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } بذلك ولا يؤمنون { وَمَا تَكُونُ } يا محمد { فِي شَأْنٍ } في أمر { وَمَا تَتْلُواْ } عليهم { مِنْهُ مِن قُرْآنٍ } سورة أو آية { وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ } خير أو شر { إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ } وعلى أمركم وتلاوتكم وعملكم { شُهُوداً } عالماً { إِذْ تُفِيضُونَ } تخوضون { فِيهِ } في القرآن بالتكذيب { وَمَا يَعْزُبُ } ما يغيب { عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } وزن نملة حمراء من أعمال العباد { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ } ولا أخف من ذلك { وَلاۤ أَكْبَرَ } ولا أثقل { إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } مكتوب في اللوح المحفوظ { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ } المؤمنين { لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلهم من العذاب { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما خلفوا من خلفهم ثم بين من هم فقال: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }