الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي ٱلْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } * { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } * { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } * { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ }

{ وَمِنهُمْ } من اليهود ويقال من المشركين { مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي } ترشد إلى الهدى { ٱلْعُمْيَ } من كأنه أعمى { وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ } ومع ذلك لا يريدون أن يبصروا الحق والهدى { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَظْلِمُ ٱلنَّاسَ شَيْئاً } لا ينقص من حسناتهم ولا يزيد على سيئاتهم { وَلَـٰكِنَّ ٱلنَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بالكفر والشرك والمعاصي { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } يعني اليهود والنصارى والمشركين { كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوۤاْ } في القبور { إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ } يعرف بعضهم بعضاً في بعض المواطن ولا يعرف بعضهم بعضاً في بعض المواطن { قَدْ خَسِرَ } غبن { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ } بالبعث بعد الموت بذهاب الدنيا والآخرة { وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ } من الكفر والضلالة { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ } يا محمد { بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } من العذاب { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبل أن نرينك يا محمد ما نعدهم من العذاب { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } بعد الموت { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ } من الخير والشر { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ } لكل أهل دين { رَّسُولٌ } يدعوهم إلى الله وإلى دينه { فَإِذَا جَآءَ } هم { رَسُولُهُمْ } فكذبوا { قُضِيَ بَيْنَهُمْ } وبين الرسول { بِٱلْقِسْطِ } بالعدل بهلاك القوم ونجاة الرسول { وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم { وَيَقُولُونَ } وقال كل أهل دين لرسولهم { مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } الذي تعدنا { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } إن كنت من الصادقين { قُل } لهم يا محمد { لاَّ أَمْلِكُ } لا أقدر { لِنَفْسِي ضَرّاً } دفع الضر { وَلاَ نَفْعاً } ولا جر النفع { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ } من الضر والنفع { لِكُلِّ أُمَّةٍ } لكل أهل دين { أَجَلٌ } مهلة ووقت { إِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } وقت هلاكهم { فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً } قدر ساعة بعد الأجل { وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } قبل الأجل { قُلْ } يا محمد لأهل مكة { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ } عذاب الله { بَيَاتاً } ليلاً { أَوْ نَهَاراً } كيف تصنعون { مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ } بماذا يستعجل { مِنْهُ } من عذاب الله { ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون قالوا نؤمن { قُلْ } لهم يا محمد { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ } يقول إذا ما نزل عليكم العذاب { آمَنْتُمْ بِهِ } قالوا نعم { قُلْ } لهم يا محمد يقال لكم { الآنَ } تؤمنون بالعذاب { وَقَدْ كُنتُم بِهِ } بالعذاب { تَسْتَعْجِلُونَ } قبل هذا استهزاء به { ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ } في الآخرة { إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } تقولون وتعملون في الدنيا { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ } يستخبرونك يا محمد { أَحَقٌّ هُوَ } يعني العذاب والقرآن { قُلْ إِي وَرَبِّيۤ } نعم وربي { إِنَّهُ لَحَقٌّ } صدق كائن يعني العذاب { وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } بفائتين من عذاب الله.