الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } * { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } * { هُنَالِكَ تَبْلُواْ كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } * { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } * { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ }

{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ } الكفار وآلهتهم { جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } بالله الأوثان { مَكَانَكُمْ } قفوا { أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ } آلهتكم { فَزَيَّلْنَا } فرقنا { بَيْنَهُمْ } وبين آلهتهم فقال الكافرون أمرنا هؤلاء أن نعبدهم من دونك { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ } آلهتهم رداً عليهم { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } بأمرنا فقالوا بلى أمرتمونا بعبادتكم فقالت الآلهة { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا } قد كنا { عَنْ عِبَادَتِكُمْ } إيّانا { لَغَافِلِينَ } لجاهلين لم نعلم من ذلك شيئاً { هُنَالِكَ } عند ذلك { تَبْلُواْ } تعلم وإن قرأت بالتاء تقول تقرأ { كُلُّ نَفْسٍ مَّآ أَسْلَفَتْ } ما عملت من خير أو شر { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } إلههم الحق { وَضَلَّ عَنْهُمْ } بطل عنهم واشتغل عنهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } يعبدون بالكذب { قُلْ } يا محمد لكفار أهل مكة { مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } بالمطر { وَٱلأَرْضِ } بالنبات والثمار { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ } يقول من يقدر أن يخلق السمع والأبصار { وَمَن يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } من يقدر أن يخرج الحي من الميت يعني النسمة والدواب من النطفة ويقال الطير من البيضة ويقال السنبلة من الحب { وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } النطفة من النسمة والدواب ويقال البيضة من الطير ويقال الحبة من السنبلة { وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ } من يقدر أن يدبر أمر العباد وينظر في أمر العباد ويبعث الملائكة بالوحي والتنزيل والمصيبة { فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ } يا محمد { أَفَلاَ تَتَّقُونَ } تطيعون الله { فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ } فالذي يفعل ذلك هو ربكم { ٱلْحَقُّ } هو الحق وعبادته الحق { فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ } فماذا عبادتكم بعد عبادة الله إلا عبادة الشيطان { فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ } من أين تكذبون على الله { كَذَلِكَ } هكذا { حَقَّتْ } وجبت { كَلِمَتُ رَبِّكَ } بالعذاب { عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ } كفروا { أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } في علم الله { قُلْ } لهم يا محمد { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ } من آلهتكم { مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } من النطفة ويجعل فيه الروح { ثُمَّ يُعِيدُهُ } بعد الموت يوم القيامة فإن أجابوك وإلا فـ { قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } من النطفة { ثُمَّ يُعِيدُهُ } ثم يحييه يوم القيامة { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } فمن أين تكذبون ويقال انظر يا محمد كيف يصرفون الكذب.