يقول الله تعالى: يوم يبعث الله الخلق { جَمِيعاً } فيقومون من أجداثهم سريعاً فيجازيهم بأعمالهم { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ } من خير وشر، لأنه علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ، وأمر الملائكة الكرام الحفظة بكتابته، هذا { وَ } العاملون قد نسوا ما عملوه، والله أحصى ذلك. { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } بالظواهر والسرائر، والخبايا والخفايا. ولهذا أخبر عن سعة علمه وإحاطته بما في السماوات والأرض من دقيق وجليل. وأنه { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ } والمراد بهذه المعية معية العلم والإحاطة بما تناجوا به وأسروه فيما بينهم، ولهذا قال: { إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ثم قال تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا... }.