يذكر تعالى حال الكفار عند عرضهم على النار حين يوبخون ويقرعون، فيقال لهم: { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ ٱلدُّنْيَا } حيث اطمأننتم إلى الدنيا، واغتررتم بلذاتها، ورضيتم بشهواتها، وألهتكم طيباتها عن السعي لآخرتكم، وتمتعتم تمتع الأنعام السارحة فهي حظكم من آخرتكم، { فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } أي: العذاب الشديد، الذي يهينكم ويفضحكم بما كنتم تقولون على الله غير الحق، أي: تنسبون الطريق الضالة التي أنتم عليها إلى الله، وإلى حكمه، وأنتم كذبة في ذلك، { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } أي: تتكبرون عن طاعته، فجمعوا بين قول الباطل، والعمل بالباطل، والكذب على الله بنسبته إلى رضاه، والقدح في الحق، والاستكبار عنه، فعوقبوا أشد العقوبة.