الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } * { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }

يقول تعالى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ } كما آتيناك الكتاب، فصنع به الناس ما صنعوا معك، اختلفوا فيه: فمنهم مَنْ آمن به واهتدى وانتفع، ومنهم مَنْ كذبه ولم ينتفع به، وإن اللّه تعالى، لولا حلمه وكلمته السابقة بتأخير العذاب إلى أجل مسمّى لا يتقدم عليه ولا يتأخر { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بمجرد ما يتميز المؤمنون من الكافرين، بإهلاك الكافرين في الحال، لأن سبب الهلاك قد وجب وحق. { وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } أي: قد بلغ بهم إلى الريب الذي يقلقهم، فلذلك كذبوه وجحدوه. { مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً } وهو العمل الذي أمر اللّه به ورسوله { فَلِنَفْسِهِ } نفعه وثوابه في الدنيا والآخرة، { وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا } ضرره وعقابه في الدنيا والآخرة، وفي هذا حثٌّ على فعل الخير وترك الشر، وانتفاع العاملين بأعمالهم الحسنة، وضررهم بأعمالهم السيئة، وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى. { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } فَيُحمِّل أحداً فوق سيئاتهم.