الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } * { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ }

يمتن تعالى على عباده بما جعل لهم من الأنعام التي بها جملة من الإنعام: منها: منافع الركوب عليها والحمل. ومنها: منافع الأكل من لحومها والشرب من ألبانها. ومنها: منافع الدفء، واتخاذ الآلات والأمتعة من أصوافها وأوبارها وأشعارها، إلى غير ذلك من المنافع. { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } من الوصول إلى الأوطان البعيدة، وحصول السرور بها، والفرح عند أهلها. { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } أي: على الرواحل البرية والفلك البحرية يحملكم الله الذي سخرها وهيأ لها ما هيأ من الأسباب التي لا تتم إلا بها. { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ } الدالة على وحدانيته وأسمائه وصفاته، وهذا من أكبر نِعَمِهِ، حيث أشهد عباده آياته النفسية، وآياته الأفقية، ونعمه الباهرة، وعدَّدَها عليهم، ليعرفوه ويشكروه ويذكروه. { فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ } أي: أي آية من آياته لا تعترفون بها؟ فإنكم قد تقرر عندكم، أن جميع الآيات والنعَمْ منه تعالى، فلم يبق للإنكار محل، ولا للإعراض عنها موضع، بل أوجبت لذوي الألباب بذل الجهد، واستفراغ الوسع، للاجتهاد في طاعته والتبتل في خدمته والانقطاع إليه.