الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّـا هُم بِبَالِغِيهِ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }

يخبر تعالى أن مَنْ جادل في آياته ليبطلها بالباطل، بغير بينة من أمره ولا حجة، إن هذا صادر من كبر في صدورهم على الحق وعلى مَنْ جاء به، يريدون الاستعلاء عليه بما معهم من الباطل، فهذا قصدهم ومرادهم. ولكن هذا لا يتم لهم، وليسوا ببالغيه، فهذا نص صريح، وبشارة، بأن كل مَنْ جادل الحق أنه مغلوب، وكل مَنْ تكبّر عليه فهو في نهايته ذليل. { فَٱسْتَعِذْ } أي: اعتصم والجأ { بِٱللَّهِ } ولم يذكر ما يستعيذ، إرادة للعموم. أي: استعذ بالله من الكِبْر الذي يوجب التكبُّر على الحق، واستعذ بالله من شياطين الإنس والجن، واستعذ بالله من جميع الشرور. { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لجميع الأصوات على اختلافها، { ٱلْبَصِيرُ } بجميع المرئيات، بأي محل وموضع وزمان كانت.