الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي ٱلأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

يقول تعالى: { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِي ٱلأَرْضِ } أي: بقلوبهم وأبدانهم، سير نظر واعتبار، وتفكر في الآثار، { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } من المكذبين، فسيجدونها شر العواقب، عاقبة الهلاك والدمار والخزي والفضيحة، وقد كانوا أشد قوةٌ من هؤلاء في الْعَدَد والْعُدَد وكبر الأجسام. { وَ } أشد { آثَاراً فِي ٱلأَرْضِ } من البناء والغرس، وقوة الآثار تدل على قوة المؤثر فيها وعلى تمنعه بها. { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } بعقوبته بذنوبهم حين أصروا واستمروا عليها. { إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } فلم تغن قوتهم عند قوة اللّه شيئاً، بل من أعظم الأمم قوة، قوم عاد الذين قالوا:مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } [فصلت: 15] أرسل اللّه إليهم ريحاً أضعفت قواهم، ودمرتهم كل تدمير. ثم ذكر نموذجاً من أحوال المكذبين بالرسل، وهو فرعون وجنوده فقال: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا... }.