الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } * { ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً }

أي: كل مَنْ أطاع الله ورسوله على حسب حاله، وقدر الواجب عليه من ذكر وأنثى وصغير وكبير، { فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } أي: النعمة العظيمة التي تقتضي الكمال والفلاح والسعادة، { مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ } الذين فضلهم الله بوحيه، واختصهم بتفضيلهم بإرسالهم إلى الخلق، ودعوتهم إلى الله تعالى { وَٱلصِّدِّيقِينَ } وهم: الذين كمل تصديقهم بما جاءت به الرسل، فعلموا الحق وصدقوه بيقينهم، وبالقيام به قولاً وعملاً وحالاً، ودعوة إلى الله، { وَٱلشُّهَدَآءِ } الذين قاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فقتلوا، { وَٱلصَّالِحِينَ } الذين صلح ظاهرهم وباطنهم، فصلحت أعمالهم، فكل مَنْ أطاع الله تعالى كان مع هؤلاء في صحبتهم، { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } بالاجتماع بهم في جنات النعيم، والأنس بقربهم في جوار رب العالمين. { ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ } الذي نالوه { مِنَ ٱللَّهِ } فهو الذي وفقهم لذلك، وأعانهم عليه، وأعطاهم من الثواب، ما لا تبلغه أعمالهم. { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } يعلم أحوال عباده ومَنْ يستحق منهم الثواب الجزيل، بما قام به من الأعمال الصالحة، التي تواطأ عليها القلب والجوارح.