الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ سُبْحَانَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ }

أي: { لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً } كما زعم ذلك مَنْ زعمه، من سفهاء الخلق. { لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ } أي: لاصطفى بعض مخلوقاته التي يشاء اصطفاءه، واختصه لنفسه، وجعله بمنزلة الولد، ولم يكن حاجة إلى اتخاذ الصاحبة. { سُبْحَانَهُ } عما ظنه به الكافرون، أو نسبه إليه الملحدون. { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } أي: الواحد في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته، وفي أفعاله، فلا شبيه له في شيء من ذلك، ولا مماثل، فلو كان له ولد، لاقتضى أن يكون شبيهاً له في وحدته، لأنه بعضه، وجزء منه. القهَّار لجميع العالم العلوي والسفلي، فلو كان له ولد لم يكن مقهوراً، ولكان له إدلال على أبيه ومناسبة منه. ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهَّار لا يكون إلاّ واحداً، وذلك ينفي الشركة له من كل وجه.