الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } * { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } * { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ }

أي إذا أحضروا يوم القيامة، وعاينوا ما به يكذبون، ورأوا ما به يستسخرون، يؤمر بهم إلى النار، التي بها كانوا يكذبون، فيقال: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أنفسهم بالكفر والشرك والمعاصي، { وَأَزْوَاجَهُمْ } الذين من جنس عملهم، كل يُضم إلى من يجانسه في العمل. { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأصنام والأنداد التي زعموها، فاجمعوهم جميعاً { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } أي: سوقوهم سوقاً عنيفاً إلى جهنم. وبعد ما يتعين أمرهم إلى النار، ويعرفون أنهم من أهل دار البوار، يقال: { وَقِفُوهُمْ } قبل أن توصلوهم إلى جهنم { إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } عمّا كانوا يفترونه في الدنيا، ليظهر على رؤوس الأشهاد كذبهم وفضيحتهم. فيقال لهم: { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } أي: ما الذي جرى عليكم اليوم؟ وما الذي طرقكم لا ينصر بعضكم بعضاً، ولا يغيث بعضكم بعضاً، بعدما كنتم تزعمون في الدنيا، أن آلهتكم ستدفع عنكم العذاب وتغيثكم وتشفع لكم عند اللّه، فكأنهم لا يجيبون هذا السؤال، لأنهم قد علاهم الذل والصغار، واستسلموا لعذاب النار، وخشعوا وخضعوا وأبلسوا، فلم ينطقوا. ولهذا قال: { بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ }.