الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } * { ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } * { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

يمدح تعالى عبده ورسوله إلياس عليه الصلاة والسلام، بالنبوة والرسالة، والدعوة إلى اللّه، وأنه أمر قومه بالتقوى وعبادة اللّه وحده، ونهاهم عن عبادتهم صنماً لهم يقال له " بعل " ، وتركهم عبادة اللّه، الذي خلق الخلق، وأحسن خلقهم، ورباهم فأحسن تربيتهم، وأدرَّ عليهم النِّعَم الظاهرة والباطنة، وأنكم كيف تركتم عبادة مَنْ هذا شأنه، إلى عبادة صنم لا يضر ولا ينفع، ولا يخلق ولا يرزق، بل لا يأكل ولا يتكلم؟!! وهل هذا إلاّ من أعظم الضلال والسفه والغي؟!! { فَكَذَّبُوهُ } فيما دعاهم إليه، فلم ينقادوا له، قال اللّه متوعداً لهم: { فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } أي: يوم القيامة في العذاب، ولم يذكر لهم عقوبة دنيوية. { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } أي: الذين أخلصهم اللّه ومنَّ عليهم باتباع نبيهم، فإنهم غير محضرين في العذاب، وإنما لهم من اللّه جزيل الثواب. { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ } أي: على إلياس { فِي ٱلآخِرِينَ } ثناءً حسناً. { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } أي: تحية من اللّه ومن عباده عليه. { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } فأثنى اللّه عليه كما أثنى على إخوانه صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين.