يقول تعالى: { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ } عمله السيئ القبيح، زينه له الشيطان، وحسنه في عينه. { فَرَآهُ حَسَناً } أي: كمن هداه اللّه إلى الصراط المستقيم والدين القويم، فهل يستوي هذا وهذا؟ فالأول: عمل السيئ، ورأى الحق باطلاً، والباطل حقاً. والثاني: عمل الحسن، ورأى الحق حقاً، والباطل باطلاً، ولكن الهداية والإضلال بيد اللّه تعالى، { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ } أي: على الضالين الذين زيَّن لهم سوء أعمالهم، وصدهم الشيطان عن الحق { حَسَرَاتٍ } فليس عليك إلا البلاغ، وليس عليك من هداهم شيء، والله [هو] الذي يجازيهم بأعمالهم { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }.