الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

لما ذكر تعالى ثواب زوجات الرسول صلى اللّه عليه وسلم وعقابهن [لو قدر عدم الامتثال] وأنه ليس مثلهن أحد من النساء، ذكر بقية النساء غيرهن. ولما كان حكمهن والرجال واحداً، جعل الحكم مشتركاً، فقال: { إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } وهذا في الشرائع الظاهرة، إذا كانوا قائمين بها. { وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } وهذا في الأمور الباطنة، من عقائد القلب وأعماله. { وَٱلْقَانِتِينَ } أي: المطيعين للّه ولرسوله { وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ } في مقالهم وفعالهم { وَٱلصَّادِقَاتِ } { وَٱلصَّابِرِينَ } على الشدائد والمصائب { وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ } في جميع أحوالهم، خصوصاً في عباداتهم، خصوصاً في صلواتهم، { وَٱلْخَاشِعَاتِ } { وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ } فرضاً ونفلاً { وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ } شمل ذلك الفرض والنفل. { وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ } عن الزنا ومقدماته { وَٱلْحَافِـظَاتِ } { وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ [كَثِيراً } أي:] في أكثر الأوقات، خصوصاً أوقات الأوراد المقيدة، كالصباح والمساء، وأدبار الصلوات المكتوبات { وَٱلذَّاكِرَاتِ }. { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم } أي: لهؤلاء الموصوفين بتلك الصفات الجميلة، والمناقب الجليلة، التي هي ما بين اعتقادات، وأعمال قلوب، وأعمال جوارح، وأقوال لسان، ونفع متعد وقاصر، وما بين أفعال الخير، وترك الشر، الذي من قام بهن، فقد قام بالدين كله، ظاهره وباطنه، بالإسلام والإيمان والإحسان. فجازاهم على عملهم بالمغفرة لذنوبهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات. { وَأَجْراً عَظِيماً } لا يقدر قدره، إلا الذي أعطاه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، نسأل اللّه أن يجعلنا منهم.